فى الممنوع بقلم مجدى مهنا ٢٨/٨/٢٠٠٧
أعترف بأنني لدي الاستعداد للاقتناع بخطورة جماعة الإخوان المسلمين.. وتبرير كل الإجراءات التي تتخذها السلطات الأمنية ضدها.. وضد قياداتها.. وبأنها تشكل خطراً داهماً علي الأمن العام، وأمن المجتمع وسلامته.. لكن السلطات الأمنية لا تقدم لي أو لغيري مبررات مقنعة.. بل اتهامات مرسلة.. لا دليل علي صحتها.. وكلام من نوعية: بث مجموعة من الشائعات التي تستهدف النيل من بعض المسؤولين.. والتأثير علي الأوضاع الداخلية.. وإثارة البلبلة لدي الرأي العام.
وفي تقرير أعده الزميل «أحمد موسي» نشرته صحيفة «الأهرام» في عددها الصادر يوم السبت الماضي.. كشف عن لسان مصدر أمني مسؤول عن الدور الذي قامت به جماعة الإخوان المسلمين المحظورة خلال الأيام الماضية.
والأخطر ـ كما ورد في التقرير ـ اتهام بعض وسائل الإعلام المصرية، وعلي لسان المصدر نفسه، بالتحريض علي اغتيال المسؤولين وأحد القضاة.
يا نهار مش فايت! ما هذا الكلام غير المسؤول، الذي صدر علي لسان مسؤول أمني كبير.. والذي يؤدي بصاحبه إلي الأشغال الشاقة.
أزعجني جدا أن يفتح الزميل أحمد موسي تقريره بهذه العبارة: «بات واضحا للجميع أن جماعة الإخوان المحظورة، تقف وراء الشائعات ومحاولة التشكيك والادعاء بوقوع انتهاكات لحقوق الإنسان والإسقاط علي رموز الدولة.. بل والتحريض علي القيام بعمليات اغتيال لبعض المسؤولين.. واستغلال ٤ صحف يومية وأسبوعية في نشر قضايا، واختلاق أمور لا أساس لها علي أرض الواقع.. والمبالغة في الانتقام من الشرطة».. إلي آخر ما جاء في افتتاحية التقرير.
كلام خطير.. واتهامات مرسلة بلا دليل واحد يؤكد صحتها.
وصدقوني.. أنا لا أستهدف نفي مثل هذه الاتهامات، التي بلا دليل عن جماعة الإخوان المسلمين.. بل إنني مرة أخري علي استعداد لتصديقها واستيعابها.. بشرط أن تكون تلك الاتهامات حقيقية.. وقائمة علي أدلة، وليس علي عبارات مرسلة ومبهمة.
ونحمد الله أن التقرير لم يعتبر تصدي أجهزة الأمن لمحاولات الجماعة المحظورة الخروج علي الشرعية.. هو أحد الإنجازات العظيمة للشعب المصري.. لأن الشعب المصري لا يفهم ماذا يدور وراء الكواليس.. وما الذي تستهدفه الحملة الأمنية العنيفة وغير المبررة علي الإخوان.. والتي تستهدف إقصاءهم عن العمل السياسي.. وهذا مستحيل.. بل تستخدمه السلطة في كل مرة مبررا لإعاقة مسيرة الإصلاح السياسي الحقيقي ولتنفيذ سياسات خفية لا تحقق مصالح الشعب المصري.. بل تحقق مصالح جماعات وأفراد في داخل نظام الحكم.
أعلم أن الديمقراطية لن تتحقق علي أيدي جماعة الإخوان.. بل إن الكثير من ممارساتهم ضد الديمقراطية.. لكنهم حتي الآن تستخدمهم السلطة كشماعة لاغتصاب السلطة بالقوة.. وبترويج الأكاذيب عن خطورتهم علي أمن المجتمع.. في حين أن خطورتهم علي أمن نظام الحكم وعلي سيناريوهاته المعلبة.
No comments:
Post a Comment