المعونة الأمريكية والتمييز بين المسلمين والمسيحيين!
بقلم : صلاح الدين حافظ
هذا موضوع حساس يحتاج إلي تحقيق دقيق, إن لم يكن من جانب الدولة فمن جانب المجتمع المصري, بمنظماته ومؤسساته, بمسلميه ومسيحييه.موضوع حساس لأنه يتعلق بأساليب انفاق الجزء الرئيسي من المعونة الاقتصادية الموجهة لمصر, والتي يجري تخفيضها سنويا, فصارت الآن نحو400 مليون دولار, بعد أن كانت في التسعينيات815 مليون دولار, لمن توجه, ومن الذي ينفرد باختيار المشروعات التي تمولها, وعلي أي أساس يتم اختيار هذه المشروعات وأصحابها.. علي أساس سياسي, أم فكري, أم عقائدي وديني!!.لقد تعرضنا في المقال السابق لاختراق المعونة الأمريكية للمنظومة الثلاثية لصناعة العقل وتوجيه الرأي, وهي منظومة التعليم والإعلام والثقافة, وقدمنا ما رأيناه محاولة أمريكية, لتغيير العقول والأفهام والرؤي والأفكار, وبالتالي المواقف والسياسات في مجتمعنا.اليوم نطرق اختراقا آخر له حساسيته المفرطة, ولذلك طالبنا منذ البدء بضرورة التحقيق والتدقيق فيه, ونعني أن المعونة الأمريكية أصبحت سلاحا لشق المجتمع المصري ولتغذية الفتنة الطائفية, ولإثارة الشحناء بين المسلمين والمسيحيين, من خلال التمييز بينهم والتفرقة علي أساس ديني, عند تمويل المشروعات بالمعونة الأمريكية هذه!.والأمر جلل يستدعي التساؤل: لماذا تتورط السياسة الأمريكية بهذا الشكل العلني الخطير في أدق علاقة بين مسلمي مصر ومسيحييها, وصولا إلي تمييز بعض المسيحيين للاستفادة من هذه المعونة دون أقرانهم ومواطنيهم من المسلمين, وهل هذه دعوة جديدة للكراهية تغطي بها أمريكا كراهية شعوب المنطقة لمجمل سياساتها وحروبها وانحيازاتها؟!.أمامي في هذا الأمر واقعتان..** الواقعة الأولي, حدثت في منتصف التسعينيات, حينما جاءتني باحثة جامعية, تستشيرني في رسالتها للماجستير, وكانت حول تأثير المعونة الأمريكية علي مصر, ولفت نظري أن الباحثة ذكرت أن أهداف المعونة الأمريكية وأساليب انفاق أموالها, تثير مؤشرات سلبية في مصر, واتفقت معها, لكن ما صدمني حقا, ذكرها أن هيئة المعونة الأمريكية في سبيل تحقيق أهدافها, تفضل تمويل مشروعات صغيرة للشباب لإيجاد شريحة جديدة من الرأسماليين الجدد, يكبرون يوما بعد يوم, وقد وجدت ذلك مفهوما في إطار ما تفعله واشنطن لتغيير المجتمع المصري, ودفعه نحو السوق الحرة واندماجه في العولمة.الذي صدمني هو ما ذكرته الباحثة, من أن هيئة المعونة الأمريكية تفضل اختيار الشباب المسيحيين لتشجيعهم في هذا المجال, وخصوصا أولئك الذين ينتمون لعائلات مسيحية مصرية قديمة ومعروفة, ولأن الأمر خطير, خصوصا في فترة التسعينيات حين كانت الهجمات الإرهابية والصدامات الطائفية ملتهبة, فقد نصحتها بالتحقق من هذه المعلومات, والأفضل عدم ذكرها تفصيلا, حتي لا تساعد في تأجيج الفتنة الملتهبة, وتتهم بالتعصب والتحريض ضد المسيحيين!.لكنها فاجأتني بأمرين, أولا أخرجت من حقيبتها ورقة, سجلت فيها84 اسما لشباب مسيحيين استفادوا من هذه المعونة, وهم أضعاف من استفادوا من المسلمين, وثانيا قالت لي لا تقلق فلن اتهم بالتعصب وإثارة المشاعر ضد هؤلاء الشبان المسيحيين, لسبب بسيط هو أني مسيحية!!.***** الواقعة الثانية, مرت سنوات علي الواقعة الأولي, سقطت من الذاكرة بحكم عوامل التعرية, حتي تذكرتها من جديد قبل أيام قلائل, حين قرأت في جريدة المصري اليوم ـ2007/7/10), تقريرا منشورا علي نحو نصف صفحة, بعنوان وثيقة أمريكية: اتجاه لتركيز المعونة علي أماكن تجمع الأقباط في مصر..والتقرير منسوب إلي وكالة أنباء أمريكا إن أرابيك, تقول فيه إنها حصلت علي نص وثيقة مقدمة للكونجرس يقر فيها مسئول بارز بهيئة المعونة الأمريكية, بأن واشنطن غيرت في السنوات الأخيرة, هيكل المعونة المدنية ـ الاقتصادية لمصر, لتركز بشكل غير مسبوق علي المناطق السكنية, التي يمثل الأقباط أغلبية فيها, وعلي ماسمته الوثيقة تقوية منظمات مسيحية غير حكومية.يضيف التقرير المنشور, إن جيمس اركوندر مساعد مدير هيئة المعونة قدم هذه الوثيقة أمام اللجنة الفرعية لشئون الشرق الأوسط, وأنها تضم عشر صفحات وصدرت بتاريخ17 مايو2006, وجري تحديثها أخيرا.صدمتني المعلومات الواردة في الوثيقة المنشورة في صحيفة مصرية سيارة, وتوقعت أن تحدث دويا, وأن تنتفض الدولة والمؤسسات المصرية لتكذيبها, أو أن يأتي التكذيب من أمريكا, ولكن شيئا لم يحدث, وظللت حريصا لأيام مضت علي التدقيق, في كل ما ينشر في الصحف المصرية, بتنويعاتها الثلاثة, القومية, والحزبية, والخاصة, لعلني أجد تعليقا أو تكذيبا أو تأكيدا, فلم أجد ولم اسمع حسا ولا خبرا.ساعتها قلت لنفسي إن الوثيقة تحتمل الصحة والدقة, أكثر مما تحتمل شيئا آخر, ولذلك لجأ الجميع إلي مداراة الأمر رهانا علي أن الناس في بلادي عادة ما ينسون.الآن وجب علينا طرح هذه الواقعة الخطيرة علي الرأي العام, لنكشف له كيف تلعب السياسة الأمريكية, وبرامج معوناتها, لعبا خطيرا في أدق علاقات ووشائج المجتمع المصري حين تفرق في الانفاق, بين من هو مسلم ومن هو مسيحي, بين تجمع قبطي وآخر, وهي تفرقة لن تنتج إلا مزيدا من التمييز, ومزيدا من الصراع والشحناء والصدام, ولدينا منه ما يكفي.. فهل يكفي الصمت والمداراة انتظارا لكارثة, أم علي الدولة المصرية سرعة التحقيق, وحسم التمييز, والاستقطاب, ووقف التدهور واصطناع الصدام!.تقول الوثيقة نصا إن مشروعات هيئة المعونة الأمريكية في مجالات الصحة, والتعليم, والبنية التحتية, وتنمية المجتمع المدني, تعمل الآن في كل منطقة ذات نسبة سكانية قبطية كبيرة, خصوصا في جنوب مصر والقاهرة والإسكندرية.. وتضيف في مكان آخر.. أعادت المعونة الأمريكية تأهيل وتوسيع محطات المياه في18 قرية من ذات النسبة السكانية القبطية الكبيرة, وقد زادت نسبة التمويل للقري ذات النسبة القبطية الكبيرة, لبرامج معالجة المياه وحدها, علي200 مليون دولار خلال السنوات الخمس الماضية...اقتطفنا من الوثيقة معلومات أخري, تقول إن هيئة المعونة قدمت12 مليون دولار لتجديد عشرات من الأماكن القبطية المقدسة في مصر, مثل الكنيسة المعلقة, وكنيسة مارجرجس, وكنيسة سرجيوس وتقول المعلومات إن هيئة المعونة قدمت2,2 مليون دولار منحة لأربعين منظمة قبطية غير حكومية خلال السنوات الست الماضية, دون علم الحكومة المصرية..***ثم تضيف الوثيقة المنشورة, أن المعونة الأمريكية تقدم دعما مباشرا للمنظمات المسيحية التي تعمل في مجال تنمية المحليات, وتقوية قادة هذا المجتمع عن طريق التعليم, والقيادة والتدريب علي المهارات...إلخ.هذا إذن كلام منشور في صحيفة معروفة بدقة مصادرها, منقول أو منسوب لوثيقة رسمية أمريكية قدمت للكونجرس, لتشرح التوجهات الحالية والجديدة لهيئة المعونة الأمريكية في مصر.. كلام لم يكذبه أحد من قريب أو بعيد, فهو لذلك يميل إلي أنه صحيح ودقيق, وكان علينا أن نتعامل معه بهذا المعيار..وربما تدافع هيئة المعونة الأمريكية عن نفسها, بتمييز المسيحيين عن المسلمين, بأن المسيحيين مهمشون ومضطهدون, كما تقول دوائر أمريكية كثيرة, وكما تدعي منظمات أقباط المهجر, غير أن الحقيقة أن التهميش قائم, لكنه لا يفرق بين مصري وآخر علي أساس الدين, وانظر إلي ملايين الفقراء وأغلبيتهم الساحقة بحكم عدد السكان من المسلمين.مثل هذه الادعاءات لا تصلح مبررا لهذا التمييز الأمريكي في أدق شئون حياتنا, بل إن الأصل هو أن تكف أمريكا, وسياساتها عن اختراق المجتمع المصري, باغراءات المال, وضغوط السياسة واغواء السلطة المنتظرة.وهذه سياسات نراها معادية لمصر, ولغيرها من الدول التي تتكرر فيها هذه النماذج, ونراها جزءا رئيسيا من سياسة الفوضي الخلاقة, الهادفة إلي تقسيم بلادنا علي أسس طائفية ودينية وعرقية, بإثارة الفتن, وتأجيج المشاعر, وإلهاب الأزمات, بينما حكوماتنا لا تعمل بما فيه الكفاية, لقطع الطريق ومعالجة الأزمات وتحقيق المساواة علي أساس المواطنة وإقامة دولة القانون والمؤسسات, التي تطلق الحريات للجميع دون تمييز.نعم.. هذه سياسات أمريكية معادية, تحتاج لمواجهة حاسمة ولوقفة جريئة تعرف الرفض, وتستطيع أن تقول لا, هذه سياسات ووقائع تستحق التحقيق علي أعلي مستوي.فإن لم تقم الدولة المصرية بمثل هذا التحقيق, فإن علي منظمات المجتمع المدني الوطنية حقا أن تفعل الآن قبل الغد, دفاعا عن حرية الوطن, ووحدة شعبه!.***** خير الكلام: يقول عباس العقاد:لا تحسدن غنيا في تنعمهقد يكثر المال مقرونا به الكدر
هذا موضوع حساس يحتاج إلي تحقيق دقيق, إن لم يكن من جانب الدولة فمن جانب المجتمع المصري, بمنظماته ومؤسساته, بمسلميه ومسيحييه.موضوع حساس لأنه يتعلق بأساليب انفاق الجزء الرئيسي من المعونة الاقتصادية الموجهة لمصر, والتي يجري تخفيضها سنويا, فصارت الآن نحو400 مليون دولار, بعد أن كانت في التسعينيات815 مليون دولار, لمن توجه, ومن الذي ينفرد باختيار المشروعات التي تمولها, وعلي أي أساس يتم اختيار هذه المشروعات وأصحابها.. علي أساس سياسي, أم فكري, أم عقائدي وديني!!.لقد تعرضنا في المقال السابق لاختراق المعونة الأمريكية للمنظومة الثلاثية لصناعة العقل وتوجيه الرأي, وهي منظومة التعليم والإعلام والثقافة, وقدمنا ما رأيناه محاولة أمريكية, لتغيير العقول والأفهام والرؤي والأفكار, وبالتالي المواقف والسياسات في مجتمعنا.اليوم نطرق اختراقا آخر له حساسيته المفرطة, ولذلك طالبنا منذ البدء بضرورة التحقيق والتدقيق فيه, ونعني أن المعونة الأمريكية أصبحت سلاحا لشق المجتمع المصري ولتغذية الفتنة الطائفية, ولإثارة الشحناء بين المسلمين والمسيحيين, من خلال التمييز بينهم والتفرقة علي أساس ديني, عند تمويل المشروعات بالمعونة الأمريكية هذه!.والأمر جلل يستدعي التساؤل: لماذا تتورط السياسة الأمريكية بهذا الشكل العلني الخطير في أدق علاقة بين مسلمي مصر ومسيحييها, وصولا إلي تمييز بعض المسيحيين للاستفادة من هذه المعونة دون أقرانهم ومواطنيهم من المسلمين, وهل هذه دعوة جديدة للكراهية تغطي بها أمريكا كراهية شعوب المنطقة لمجمل سياساتها وحروبها وانحيازاتها؟!.أمامي في هذا الأمر واقعتان..** الواقعة الأولي, حدثت في منتصف التسعينيات, حينما جاءتني باحثة جامعية, تستشيرني في رسالتها للماجستير, وكانت حول تأثير المعونة الأمريكية علي مصر, ولفت نظري أن الباحثة ذكرت أن أهداف المعونة الأمريكية وأساليب انفاق أموالها, تثير مؤشرات سلبية في مصر, واتفقت معها, لكن ما صدمني حقا, ذكرها أن هيئة المعونة الأمريكية في سبيل تحقيق أهدافها, تفضل تمويل مشروعات صغيرة للشباب لإيجاد شريحة جديدة من الرأسماليين الجدد, يكبرون يوما بعد يوم, وقد وجدت ذلك مفهوما في إطار ما تفعله واشنطن لتغيير المجتمع المصري, ودفعه نحو السوق الحرة واندماجه في العولمة.الذي صدمني هو ما ذكرته الباحثة, من أن هيئة المعونة الأمريكية تفضل اختيار الشباب المسيحيين لتشجيعهم في هذا المجال, وخصوصا أولئك الذين ينتمون لعائلات مسيحية مصرية قديمة ومعروفة, ولأن الأمر خطير, خصوصا في فترة التسعينيات حين كانت الهجمات الإرهابية والصدامات الطائفية ملتهبة, فقد نصحتها بالتحقق من هذه المعلومات, والأفضل عدم ذكرها تفصيلا, حتي لا تساعد في تأجيج الفتنة الملتهبة, وتتهم بالتعصب والتحريض ضد المسيحيين!.لكنها فاجأتني بأمرين, أولا أخرجت من حقيبتها ورقة, سجلت فيها84 اسما لشباب مسيحيين استفادوا من هذه المعونة, وهم أضعاف من استفادوا من المسلمين, وثانيا قالت لي لا تقلق فلن اتهم بالتعصب وإثارة المشاعر ضد هؤلاء الشبان المسيحيين, لسبب بسيط هو أني مسيحية!!.***** الواقعة الثانية, مرت سنوات علي الواقعة الأولي, سقطت من الذاكرة بحكم عوامل التعرية, حتي تذكرتها من جديد قبل أيام قلائل, حين قرأت في جريدة المصري اليوم ـ2007/7/10), تقريرا منشورا علي نحو نصف صفحة, بعنوان وثيقة أمريكية: اتجاه لتركيز المعونة علي أماكن تجمع الأقباط في مصر..والتقرير منسوب إلي وكالة أنباء أمريكا إن أرابيك, تقول فيه إنها حصلت علي نص وثيقة مقدمة للكونجرس يقر فيها مسئول بارز بهيئة المعونة الأمريكية, بأن واشنطن غيرت في السنوات الأخيرة, هيكل المعونة المدنية ـ الاقتصادية لمصر, لتركز بشكل غير مسبوق علي المناطق السكنية, التي يمثل الأقباط أغلبية فيها, وعلي ماسمته الوثيقة تقوية منظمات مسيحية غير حكومية.يضيف التقرير المنشور, إن جيمس اركوندر مساعد مدير هيئة المعونة قدم هذه الوثيقة أمام اللجنة الفرعية لشئون الشرق الأوسط, وأنها تضم عشر صفحات وصدرت بتاريخ17 مايو2006, وجري تحديثها أخيرا.صدمتني المعلومات الواردة في الوثيقة المنشورة في صحيفة مصرية سيارة, وتوقعت أن تحدث دويا, وأن تنتفض الدولة والمؤسسات المصرية لتكذيبها, أو أن يأتي التكذيب من أمريكا, ولكن شيئا لم يحدث, وظللت حريصا لأيام مضت علي التدقيق, في كل ما ينشر في الصحف المصرية, بتنويعاتها الثلاثة, القومية, والحزبية, والخاصة, لعلني أجد تعليقا أو تكذيبا أو تأكيدا, فلم أجد ولم اسمع حسا ولا خبرا.ساعتها قلت لنفسي إن الوثيقة تحتمل الصحة والدقة, أكثر مما تحتمل شيئا آخر, ولذلك لجأ الجميع إلي مداراة الأمر رهانا علي أن الناس في بلادي عادة ما ينسون.الآن وجب علينا طرح هذه الواقعة الخطيرة علي الرأي العام, لنكشف له كيف تلعب السياسة الأمريكية, وبرامج معوناتها, لعبا خطيرا في أدق علاقات ووشائج المجتمع المصري حين تفرق في الانفاق, بين من هو مسلم ومن هو مسيحي, بين تجمع قبطي وآخر, وهي تفرقة لن تنتج إلا مزيدا من التمييز, ومزيدا من الصراع والشحناء والصدام, ولدينا منه ما يكفي.. فهل يكفي الصمت والمداراة انتظارا لكارثة, أم علي الدولة المصرية سرعة التحقيق, وحسم التمييز, والاستقطاب, ووقف التدهور واصطناع الصدام!.تقول الوثيقة نصا إن مشروعات هيئة المعونة الأمريكية في مجالات الصحة, والتعليم, والبنية التحتية, وتنمية المجتمع المدني, تعمل الآن في كل منطقة ذات نسبة سكانية قبطية كبيرة, خصوصا في جنوب مصر والقاهرة والإسكندرية.. وتضيف في مكان آخر.. أعادت المعونة الأمريكية تأهيل وتوسيع محطات المياه في18 قرية من ذات النسبة السكانية القبطية الكبيرة, وقد زادت نسبة التمويل للقري ذات النسبة القبطية الكبيرة, لبرامج معالجة المياه وحدها, علي200 مليون دولار خلال السنوات الخمس الماضية...اقتطفنا من الوثيقة معلومات أخري, تقول إن هيئة المعونة قدمت12 مليون دولار لتجديد عشرات من الأماكن القبطية المقدسة في مصر, مثل الكنيسة المعلقة, وكنيسة مارجرجس, وكنيسة سرجيوس وتقول المعلومات إن هيئة المعونة قدمت2,2 مليون دولار منحة لأربعين منظمة قبطية غير حكومية خلال السنوات الست الماضية, دون علم الحكومة المصرية..***ثم تضيف الوثيقة المنشورة, أن المعونة الأمريكية تقدم دعما مباشرا للمنظمات المسيحية التي تعمل في مجال تنمية المحليات, وتقوية قادة هذا المجتمع عن طريق التعليم, والقيادة والتدريب علي المهارات...إلخ.هذا إذن كلام منشور في صحيفة معروفة بدقة مصادرها, منقول أو منسوب لوثيقة رسمية أمريكية قدمت للكونجرس, لتشرح التوجهات الحالية والجديدة لهيئة المعونة الأمريكية في مصر.. كلام لم يكذبه أحد من قريب أو بعيد, فهو لذلك يميل إلي أنه صحيح ودقيق, وكان علينا أن نتعامل معه بهذا المعيار..وربما تدافع هيئة المعونة الأمريكية عن نفسها, بتمييز المسيحيين عن المسلمين, بأن المسيحيين مهمشون ومضطهدون, كما تقول دوائر أمريكية كثيرة, وكما تدعي منظمات أقباط المهجر, غير أن الحقيقة أن التهميش قائم, لكنه لا يفرق بين مصري وآخر علي أساس الدين, وانظر إلي ملايين الفقراء وأغلبيتهم الساحقة بحكم عدد السكان من المسلمين.مثل هذه الادعاءات لا تصلح مبررا لهذا التمييز الأمريكي في أدق شئون حياتنا, بل إن الأصل هو أن تكف أمريكا, وسياساتها عن اختراق المجتمع المصري, باغراءات المال, وضغوط السياسة واغواء السلطة المنتظرة.وهذه سياسات نراها معادية لمصر, ولغيرها من الدول التي تتكرر فيها هذه النماذج, ونراها جزءا رئيسيا من سياسة الفوضي الخلاقة, الهادفة إلي تقسيم بلادنا علي أسس طائفية ودينية وعرقية, بإثارة الفتن, وتأجيج المشاعر, وإلهاب الأزمات, بينما حكوماتنا لا تعمل بما فيه الكفاية, لقطع الطريق ومعالجة الأزمات وتحقيق المساواة علي أساس المواطنة وإقامة دولة القانون والمؤسسات, التي تطلق الحريات للجميع دون تمييز.نعم.. هذه سياسات أمريكية معادية, تحتاج لمواجهة حاسمة ولوقفة جريئة تعرف الرفض, وتستطيع أن تقول لا, هذه سياسات ووقائع تستحق التحقيق علي أعلي مستوي.فإن لم تقم الدولة المصرية بمثل هذا التحقيق, فإن علي منظمات المجتمع المدني الوطنية حقا أن تفعل الآن قبل الغد, دفاعا عن حرية الوطن, ووحدة شعبه!.***** خير الكلام: يقول عباس العقاد:لا تحسدن غنيا في تنعمهقد يكثر المال مقرونا به الكدر
No comments:
Post a Comment