.
.
ليس مقالاً سياسيًا ، ولكني أحتاج أن أحتفظ بـه هنا :)
كتب : غسـان الإمـام في الشرق الأوسـط
أشاعت المطبعة ديمقراطية التعليم والثقافة. فقد حولت الكتاب أداة المعرفة من مخطوطة نادرة الى الوفرة العددية الهائلة. ثم شهرت المطبعة سيف الصحافة المكتوبة في وجه السلطة، قبل أن تستطيع الفئات الاجتماعية المسيطرة إدخال هذا السلاح الإعلامي المخيف في غمد الطاعة.
لكن الصحيفة، وربما الكتاب أيضا، مهددة بالاختفاء والانقراض، قبل ان يختفي في منتصف القرن الحالي الجيل القارئ المولود في أواخر القرن الماضي. وقد لا يجد المخترع غوتنبرغ أحدا، في هذا العالم العاق، يحتفل معه في عام 2048 بعيد الميلاد الـ 600 للمطبعة. السبب هو الانترنت الذي يخطف منذ الآن الصحيفة من السوق والمطبعة، ليدمجها في اسر الثورة الالكترونية المرئية على الشاشة.
لست متشائما. لن اعيش الى منتصف القرن لاشهد الموت المزعوم للصحافة المكتوبة. انا متفائل لأني لا أؤمن بأن صحيفة الورق ستختفي معي. ألف ملايين القراء هذه الملامسة اليومية المحببة للصحيفة لهذه القطة الناعمة حينا، الشرسة حينا التي تصوغ الرأي العام التي تخلق أو «تخرمش» الانسجام الاجتماعي.
ما زلت اعتقد بأن الإنسان المدني هو الذي يقرأ على الأقل صحيفة واحدة يوميا، حتى ولو لم تكن هذه القطة الأليفة أداة لنشر العلم والثقافة، فهي أداة الاتصال والتواصل والتعايش مع الناس والمجتمع. كلي أمل في ان تُكتب الحياة للصحافة المكتوبة، حتى ولو اقتصرت على صور الحكومة وبرقيات التهنئة الإجبارية المرسلة الى الجرائد الرسمية السورية.
نعم، الانترنت يخطف الصحيفة من السوق وأيادي القراء لكن هل هو عدو قاتل أم صديق رؤوف حنون؟
صحيفة الورق والحبر تعايشت مع الثورات الالكترونية المتلاحقة. القراء لم يستغنوا عن الصحيفة وهم يسمعون اسطوانة عبده الحامولي المهترئة، وطقطوقة عبد الوهاب، ومعلقات أم كلثوم، وتسجيلات سيناترا، أو وهم يشاهدون سينما شابلن وبراندو، ثم فيديو شاكيرا ومادونا وهيفاء والساهر العراقي كاظم...
منذ سنوات، كتبت هنا داعيا الصحافة الى مقاطعة الانترنت. كنت مخطئا. الصحافة من الحيلة والذكاء بحيث تسخِّر الانترنت لخدمتها. كل مطبوعة صحافية اليوم لها موقع تنشر عليه. جيل القراء الشباب يقرأ الصحيفة على الانترنت. الصحافيون الأكثر ذكاء مني فتحوا مواقع لهم يستقبلون فيها قراءهم. في مقابل الانتشار على الانترنت، تخسر الصحافة المكتوبة الإعلان وقراء السوق، ولكنها توفر ثمن الورق والطبع المرتفع. هناك صحافة الكترونية ولدت مباشرة على الانترنت، من دون أن تعاني آلام المخاض والولادة على الورق، ومن دون أن تَتَعَمَّد بحبر المطابع.
الزميل عثمان العمير ينشر "إيلاف" على الانترنت· 700 ألف كوري يقرأون يوميا صحيفة «أوهمي نيوز» الالكترونية، وهم أكثر سخاء من قراء العمير. يدفعون مجتمعين 30 ألف دولار وسطيا ثمنا لمقالة أعجبتهم. وحتى روبرت مردوك امبراطور الصحافة المكتوبة اشترى خدمة «ماي سبيس» الالكترونية منذ عامين.
أيضا، هناك صحافة عالمية الكترونية (موقع شركة ياهو) تستخدم وكالات أنباء وكتابا محترفين. استغنت عن المراسلين المرهقين للميزانية، وتعتمد أساسا الأخبار والصور والأقلام والمقالات والتعليقات التي يرسلها القراء الهواة· آل غور المرشح المهزوم أمام بوش ينشر مع شريك له على قناة تلفزيونية (بالكابل) هذه السلع الصحافية بعد إعدادها تحريرياً للنشر، وبينها أفلام لأعاصير تسونامي وكاترينا، وفيلم التقطه سائح أميركي مصادفة للانسحاب الاسرائيلي من مستوطنات غزة.
هل صحافة الانترنت أكثر جدية ومصداقية من الصحافة «العتيقة»، صحافة الورق والحبر؟ ربما هي أكثر خدمة للحقيقة وأقل انحيازا. فهي تشعر بحرية أكبر، في إفلاتها النسبي من الرقابات والمضايقات، ثم في تخطيها شركات التوزيع التي تستنزف الصحافة المكتوبة. وإذا استمر الإعلان في انتقاله من التلفزيون الى الانترنت الأكثر إدامة للصورة الإعلانية، فستعثر الصحافة الالكترونية على مورد مربح يغطي تكاليفها وخسائرها في صحيفتها المطبوعة.
الخاسر الأكبر في صحافة الانترنت هم الكتاب. المحترفون وأنا منهم باتوا يتقاضون من الصحافة المكتوبة التي تحترم نفسها وسمعتها مرتبات وأجورا مستقرة يعيشون عليها. لكن صحف الانترنت التي تستعير ما يكتب هؤلاء لا تدفع بدلاً، فيما بدأت الصحافة العالمية تستجيب لمطالب كتابها بتقاضي بدل يكاد يوازي ما يتقاضون من الصحافة المكتوبة.
الصحافة العربية سجلت مواكبة سريعة للتطور التقني والفني، في الانتقال بالحرف من الصف اليدوي، ثم الصف الآلي، إلى نظافة ودقة وسهولة الصف والتصميم والإخراج على شاشة الكومبيوتر· لكن القصور التقني ما زال ماثلا على مستوى تحرير الخبر والتحقيق (الريبورتاج) وكتابة الزاوية القصيرة والتعليق الطويل. لا أستطيع التوسع كثيرا في الشرح لضيق المجال المتاح، إنما أقول إني أتمنى أن أرى اليوم الذي تستطيع فيه الصحافة العربية المكتوبة والالكترونية مجاراة الصحافة الأميركية خصوصا، والأوروبية عموما، في تشكيل «مطبخ التحرير».
أعني صقل تقنية المحرر والمراسل والموفد في صياغة الخبر. هذا الجهد الكبير يتطلب فريقَ عملٍ جماعياً ضخماً في صالة التحرير، لتلافي النقص الملاحظ بسهولة في غياب كامل عناصر الخبر، أو «السلق» والتكرار في صياغته المستعجلة، وعدم القدرة على إضفاء عنصر التشويق على الخبر نصا وعنوانا، بسبب ضيق الوقت وفردية العمل التحريري. إلى أن يتم تشكيل «مطبخ التحرير» في الصحافة العربية، اقترح الاكتفاء بالاستعانة بأخبار وكالات الأنباء الأكثر تقنية، وتكليف المراسل الخاص بتغطية الحدث الذي يهم الصحيفة، ورفع أدائه وتوجيهه نحو تغطية الوجه الإنساني والإشكالي للخبر والحدث، وتدريبه على تقديم صور قلمية سريعة لمشاهد في مدينته أو منطقته تلفت اهتمام الزائر لها. أقول بصراحة ليس عيبا في الصحافة العربية، أو نيلا من كبريائها، الاستعانة بمحررين محترفين من «مطابخ» وكالات الأنباء والصحف العالمية، لتدريب المحرر والمراسل والموفد. وليس عيبا أن أدعو الصحافة العربية الى دراسة تشكيل الصفحة الأولى لـ«الأهرام» في الأيام التي سبقت الحرب الحزيرانية الكارثية. فقد قاتلت أهرام هيكل بأفضل مما قاتلت القوات المسلحة.
كي لا «أُزَعِّل» زملائي المحررين والمراسلين في الصحافة العربية، أقول إن صقل تقنية الزاوية والمقالة أصعب بكثير من صقل تقنية التحرير. لا استعارة ولا تدريب ينفع في هذا المجال. الأمر راجع إلى مهارة وحرفية الكاتب، وليس كل كاتب. قيل لي ان الوزير غازي القصيبي انتقد في «العربية» كتاب المقالات والزوايا في الصحافة السعودية المحلية. إذا كان ذلك صحيحا، فهذا القارئ المثقف معه كل الحق. لا بد من التخلص من الإنشاء والإسهاب والتنظير. الكتابة العفوية المستعجلة تزري بالصحيفة والقارئ والكاتب. أسهل على الصحافة المحلية أن تختصر كتابها من أن تخسر قراءها.
أمران أؤجلهما الى حديث أوسع: ثرثرة القراء الذين يمطرون الصحافة بما هب ودب من آراء وتعليقات عفوية. الأمر الآخر محنة المجلة الأسبوعية التي باتت ضحية للتلفزيون والصحافة اليومية والإنترنت. سلفا، أنصح باختصار القراء الذين باتوا على زعمهم كتاباً، وبتوجيه المجلة إلى الريبورتاج في موقع الحدث، وإلا فستبقى عجوزاً عتيقة مرشحة للاختفاء، قبل اختفاء صحيفة الورق.
منذ زمن بعيد، كففت عن قراءة «تايم» و«نيوزويك». أقرأ «لوموند ديبلوماتيك» ولا أنصح بترجمتها. لكن ما زلت أنا الأمي الإلكتروني وفيا للصحيفة اليومية. ألامسها. أتنسم رائحة حبرها، وكأني أعانق أجمل امرأة في العالم. غير أني لا أجهر بحبي. أنا من القراء الذين يكتفون من الإعجاب، بكبرياء الصمت.
لكن الصحيفة، وربما الكتاب أيضا، مهددة بالاختفاء والانقراض، قبل ان يختفي في منتصف القرن الحالي الجيل القارئ المولود في أواخر القرن الماضي. وقد لا يجد المخترع غوتنبرغ أحدا، في هذا العالم العاق، يحتفل معه في عام 2048 بعيد الميلاد الـ 600 للمطبعة. السبب هو الانترنت الذي يخطف منذ الآن الصحيفة من السوق والمطبعة، ليدمجها في اسر الثورة الالكترونية المرئية على الشاشة.
لست متشائما. لن اعيش الى منتصف القرن لاشهد الموت المزعوم للصحافة المكتوبة. انا متفائل لأني لا أؤمن بأن صحيفة الورق ستختفي معي. ألف ملايين القراء هذه الملامسة اليومية المحببة للصحيفة لهذه القطة الناعمة حينا، الشرسة حينا التي تصوغ الرأي العام التي تخلق أو «تخرمش» الانسجام الاجتماعي.
ما زلت اعتقد بأن الإنسان المدني هو الذي يقرأ على الأقل صحيفة واحدة يوميا، حتى ولو لم تكن هذه القطة الأليفة أداة لنشر العلم والثقافة، فهي أداة الاتصال والتواصل والتعايش مع الناس والمجتمع. كلي أمل في ان تُكتب الحياة للصحافة المكتوبة، حتى ولو اقتصرت على صور الحكومة وبرقيات التهنئة الإجبارية المرسلة الى الجرائد الرسمية السورية.
نعم، الانترنت يخطف الصحيفة من السوق وأيادي القراء لكن هل هو عدو قاتل أم صديق رؤوف حنون؟
صحيفة الورق والحبر تعايشت مع الثورات الالكترونية المتلاحقة. القراء لم يستغنوا عن الصحيفة وهم يسمعون اسطوانة عبده الحامولي المهترئة، وطقطوقة عبد الوهاب، ومعلقات أم كلثوم، وتسجيلات سيناترا، أو وهم يشاهدون سينما شابلن وبراندو، ثم فيديو شاكيرا ومادونا وهيفاء والساهر العراقي كاظم...
منذ سنوات، كتبت هنا داعيا الصحافة الى مقاطعة الانترنت. كنت مخطئا. الصحافة من الحيلة والذكاء بحيث تسخِّر الانترنت لخدمتها. كل مطبوعة صحافية اليوم لها موقع تنشر عليه. جيل القراء الشباب يقرأ الصحيفة على الانترنت. الصحافيون الأكثر ذكاء مني فتحوا مواقع لهم يستقبلون فيها قراءهم. في مقابل الانتشار على الانترنت، تخسر الصحافة المكتوبة الإعلان وقراء السوق، ولكنها توفر ثمن الورق والطبع المرتفع. هناك صحافة الكترونية ولدت مباشرة على الانترنت، من دون أن تعاني آلام المخاض والولادة على الورق، ومن دون أن تَتَعَمَّد بحبر المطابع.
الزميل عثمان العمير ينشر "إيلاف" على الانترنت· 700 ألف كوري يقرأون يوميا صحيفة «أوهمي نيوز» الالكترونية، وهم أكثر سخاء من قراء العمير. يدفعون مجتمعين 30 ألف دولار وسطيا ثمنا لمقالة أعجبتهم. وحتى روبرت مردوك امبراطور الصحافة المكتوبة اشترى خدمة «ماي سبيس» الالكترونية منذ عامين.
أيضا، هناك صحافة عالمية الكترونية (موقع شركة ياهو) تستخدم وكالات أنباء وكتابا محترفين. استغنت عن المراسلين المرهقين للميزانية، وتعتمد أساسا الأخبار والصور والأقلام والمقالات والتعليقات التي يرسلها القراء الهواة· آل غور المرشح المهزوم أمام بوش ينشر مع شريك له على قناة تلفزيونية (بالكابل) هذه السلع الصحافية بعد إعدادها تحريرياً للنشر، وبينها أفلام لأعاصير تسونامي وكاترينا، وفيلم التقطه سائح أميركي مصادفة للانسحاب الاسرائيلي من مستوطنات غزة.
هل صحافة الانترنت أكثر جدية ومصداقية من الصحافة «العتيقة»، صحافة الورق والحبر؟ ربما هي أكثر خدمة للحقيقة وأقل انحيازا. فهي تشعر بحرية أكبر، في إفلاتها النسبي من الرقابات والمضايقات، ثم في تخطيها شركات التوزيع التي تستنزف الصحافة المكتوبة. وإذا استمر الإعلان في انتقاله من التلفزيون الى الانترنت الأكثر إدامة للصورة الإعلانية، فستعثر الصحافة الالكترونية على مورد مربح يغطي تكاليفها وخسائرها في صحيفتها المطبوعة.
الخاسر الأكبر في صحافة الانترنت هم الكتاب. المحترفون وأنا منهم باتوا يتقاضون من الصحافة المكتوبة التي تحترم نفسها وسمعتها مرتبات وأجورا مستقرة يعيشون عليها. لكن صحف الانترنت التي تستعير ما يكتب هؤلاء لا تدفع بدلاً، فيما بدأت الصحافة العالمية تستجيب لمطالب كتابها بتقاضي بدل يكاد يوازي ما يتقاضون من الصحافة المكتوبة.
الصحافة العربية سجلت مواكبة سريعة للتطور التقني والفني، في الانتقال بالحرف من الصف اليدوي، ثم الصف الآلي، إلى نظافة ودقة وسهولة الصف والتصميم والإخراج على شاشة الكومبيوتر· لكن القصور التقني ما زال ماثلا على مستوى تحرير الخبر والتحقيق (الريبورتاج) وكتابة الزاوية القصيرة والتعليق الطويل. لا أستطيع التوسع كثيرا في الشرح لضيق المجال المتاح، إنما أقول إني أتمنى أن أرى اليوم الذي تستطيع فيه الصحافة العربية المكتوبة والالكترونية مجاراة الصحافة الأميركية خصوصا، والأوروبية عموما، في تشكيل «مطبخ التحرير».
أعني صقل تقنية المحرر والمراسل والموفد في صياغة الخبر. هذا الجهد الكبير يتطلب فريقَ عملٍ جماعياً ضخماً في صالة التحرير، لتلافي النقص الملاحظ بسهولة في غياب كامل عناصر الخبر، أو «السلق» والتكرار في صياغته المستعجلة، وعدم القدرة على إضفاء عنصر التشويق على الخبر نصا وعنوانا، بسبب ضيق الوقت وفردية العمل التحريري. إلى أن يتم تشكيل «مطبخ التحرير» في الصحافة العربية، اقترح الاكتفاء بالاستعانة بأخبار وكالات الأنباء الأكثر تقنية، وتكليف المراسل الخاص بتغطية الحدث الذي يهم الصحيفة، ورفع أدائه وتوجيهه نحو تغطية الوجه الإنساني والإشكالي للخبر والحدث، وتدريبه على تقديم صور قلمية سريعة لمشاهد في مدينته أو منطقته تلفت اهتمام الزائر لها. أقول بصراحة ليس عيبا في الصحافة العربية، أو نيلا من كبريائها، الاستعانة بمحررين محترفين من «مطابخ» وكالات الأنباء والصحف العالمية، لتدريب المحرر والمراسل والموفد. وليس عيبا أن أدعو الصحافة العربية الى دراسة تشكيل الصفحة الأولى لـ«الأهرام» في الأيام التي سبقت الحرب الحزيرانية الكارثية. فقد قاتلت أهرام هيكل بأفضل مما قاتلت القوات المسلحة.
كي لا «أُزَعِّل» زملائي المحررين والمراسلين في الصحافة العربية، أقول إن صقل تقنية الزاوية والمقالة أصعب بكثير من صقل تقنية التحرير. لا استعارة ولا تدريب ينفع في هذا المجال. الأمر راجع إلى مهارة وحرفية الكاتب، وليس كل كاتب. قيل لي ان الوزير غازي القصيبي انتقد في «العربية» كتاب المقالات والزوايا في الصحافة السعودية المحلية. إذا كان ذلك صحيحا، فهذا القارئ المثقف معه كل الحق. لا بد من التخلص من الإنشاء والإسهاب والتنظير. الكتابة العفوية المستعجلة تزري بالصحيفة والقارئ والكاتب. أسهل على الصحافة المحلية أن تختصر كتابها من أن تخسر قراءها.
أمران أؤجلهما الى حديث أوسع: ثرثرة القراء الذين يمطرون الصحافة بما هب ودب من آراء وتعليقات عفوية. الأمر الآخر محنة المجلة الأسبوعية التي باتت ضحية للتلفزيون والصحافة اليومية والإنترنت. سلفا، أنصح باختصار القراء الذين باتوا على زعمهم كتاباً، وبتوجيه المجلة إلى الريبورتاج في موقع الحدث، وإلا فستبقى عجوزاً عتيقة مرشحة للاختفاء، قبل اختفاء صحيفة الورق.
منذ زمن بعيد، كففت عن قراءة «تايم» و«نيوزويك». أقرأ «لوموند ديبلوماتيك» ولا أنصح بترجمتها. لكن ما زلت أنا الأمي الإلكتروني وفيا للصحيفة اليومية. ألامسها. أتنسم رائحة حبرها، وكأني أعانق أجمل امرأة في العالم. غير أني لا أجهر بحبي. أنا من القراء الذين يكتفون من الإعجاب، بكبرياء الصمت.
No comments:
Post a Comment