Monday, April 30, 2007

شاهد ما شافش حاجة


د. أحمد المجدوب : المصريون ـ بتاريخ 29 - 4 - 2007
لا أقصد الدور الذي قام به الممثل عادل امام في المسرحية التي تحمل هذا الإسم وإنما أقصد الدور قام به في المقابلة التي أجراها معه مندوب الطبعة العربية من مجلة نيوز ويك الأمريكية والذي نشرته صحيفة الدستور في العدد الصادر في 27 إبريل 2007 فقد حاول ، في اجاباته على الأسئلة التي وجهت إليه ، أن يظهر في صورة الشاهد الذي يعرف كل حاجة فكان طبيعيا أن يقع في أخطاء ليست بالهينة ، على رأسها ما قاله عن الأخوان المسلمين من أن " تاريخهم ملئ بالدماء وهذا مرفوض تماما ويجب أن نقاوم عودته ".وأنا في ردي على هذا الكلام اتصرف بدافع من ديني وأخلاقي والعلم الذي تعلمته وهو علم القانون الذي تعلمته ثم علمته لأجيال من الشباب على مدى نصف قرن والذي أصبح جزءا من شخصيتي بحكم تصرفاتي ومواقفي وآرائي وليس مجرد وسيلة لكسب الرزق وأداة للحصول على المكاسب والفوائد أو تحقيق الشهرة وذيوع الصيت . فما سأقوله هنا ليس الهدف منه الدفاع عن الإخوان المسلمين فأنا أؤمن بأن الله تعالى يدافع عن الذين آمنو ولكن أقوله بدافع الغيرة على الحقائق الثابتة من ناحية ومن ناحية أخرى احتراما لعقول الناس وحماية لها من عمليات التسطيح والتزييف التي يقوم بها البعض . وأبدأ فأقول لك يا سيد عادي أن ما قلته عن هذه الجماعة غير صحيح فتاريخهم الذي امتد على مدى ثمانية عقود تقريبا ليس مليئا بالدماء كما زعمت فالعقود الخمسة الأخيرة خلت من الدماء فيما عدا دماء الأخوان أنفسهم الذين تعرضوا لأبشع أشكال التعذيب والقتل . أما ما حدث في العقود الثلاثة الأولى من عمر هذه الجماعة من اغتيال بعض المسئولين فإنهم لم يكونوا وحدهم الذين فعلوا ذلك وإنما فعله غيرهم ومنهم أنوار السادات الذي خطط لإغتيال الوزير أمين عثمان ونفذ الجريمة مع شريكه حسين توفيق . كذلك حاول مرتين قتل مصطفى النحاس زعيم حزب الوفد وذلك بواسطة القنابل التي وضعها تحت غرفة نومه .ليس ذلك وحسب بل ان جمال عبد الناصر الذي كان يتزعم ما كان يعرف بالضباط الاحرار كلف بعضهم بإغتيال الفريق حسين سري عامر الذي كان قائدا للجيش وينافس اللواء محمد نجيب على رئاسة نادي الجيش . وبعد نجاح الانقلاب العسكري قتل الانقلابيون العشرات من المواطنين الذين اتهموهم بمعاداة الثورة في مقدمتهم العاملان خميس والبقري اللذان اعدما في كفر الدوار ثم سيد قطب وعبد القادر عودة وغيرهما بالإضافة إلى المئات الذين ازهقت أرواحهم في السجون والمعتقلات ومنهم شهدي عطية الشيوعي الذي لما وصل خبر قتله إلى موسكو ثار الرئيس السوفيتي خروتشوف ثورة عارمة على عبد الناصر الذي كان هناك يتفاوض من أجل الحصول على أسلحة واتهمه بقتل الشرفاء والمناضلين وعموما فإنني ، يا سيادة الشاهد اللي ما شافش حاجة أدعوك لكي تضم صوتك إلى صوتي لبدء حملة تنقيب وبحث واسعة تشمل المناطق التي كان يوجد بها معتقلات كالوادي الجديد والأراضي التي كانت بجوار السجون و الليمانات والتي دفنت بها مئات بل آلاف الجثث لمسجونين ومعتقلين أبرياء .هذا فيما يختص بما قلته عن الدماء أما الفساد الذي لم تر مصر له مثيلا في العهود السابقة والذي قلت وببساطة غريبة أن بعض أعضاء الحزب الوطني قد انغمسوا فيه فإنني أعدك للإختلاء بنفسك والعودة بذاكرتك إلى الوراء وبالتحديد يوم قيام الإنقلاب واستعادة أسماء الأشخاص الذين نهبوا مصر وأفسدوا الحياة بها وستجد أنهم جميعا وبلا استثناء من الحكام وأعوانهم وأقاربهم وأصهارهم يقابلهم في الجانب الآخر الأخوان المسلمون الذين ضحوا بالكثير والكثير جدا من أجل مصر . ياسيد عادل لقد تحمل هؤلاء الناس ما لا قبل لأحد به فإتق الله فيهم وفي مصر .

No comments: