ـ جمال أسعد عبد الملاك
المصريون : بتاريخ
24 - 7 - 2007
احتفل أول أمس كل الأحرار في العالم بذكرى ثورة 23 يوليو 1952 ...ومن المفترض أيضا أن يحتفي المصريون بالذكرى الخامسة والخمسين لتلك الثورة ، وإن كان احتفال المصريين قد اختصر إلى أن أصبح هذا اليوم إجازة للعاملين بالدولة ولما بقي مما يسمى بالقطاع العام ، بالإضافة إلى إلقاء بيان مختصر من رئيس الجمهورية ، وتنويه في تلفزيون الدولة الذي لا يتابع من المشاهدين كثيرا. ولا أغالي أوأبالغ إذا قلت إن يوم الاحتفال بثورة يوليو قد أصبح احتفالا ـ اسما وشكلا ـ بدون حياة أو اقتناع ، بسبب ما تعانيه تلك الثورة طوال العام من سب وانتقاد وتقريع وتسفيه ، لدرجة أنها أصبحت في نظر البعض ـ وبعد هذه الفترة الطويلة على ولادتها ـ سبب البلاء والغلاء والبطالة وغياب الديمقراطية ، وأنها سبب تدني التعليم نتيجة فرضها مبدأ المجانية ، فضلا عن اتهامها بأنها السبب في غياب علاج المرضى الفقراء في مستشفيات الدولة ومؤسسات التأمين الصحي المزمع بيعها أو خصخصتها . و كيف لا تكون الثورة هي سبب كل المصائب وهي التي بنت لنا هذا الذي يطلقون عليه السد العالي ، الذي كان سببا في قيام ثلاث دول استعمارية بالعدوان عام 1956 .. و يا ليت الأمور توقفت عند هذا الحد ، بل لقد جر علينا هذا السد كل المصائب بعد ذلك ، فقضي على الطمي الذي كان يحمله لنا النيل والذي كان يقوم بتسميد الأراضي الزراعية ، وهو ما جعلنا نحتاج إلى الأسمدة الكيماوية ، والتي لا نجدها الآن وأصبحت لا تباع لا في السوق السوداء ولا البيضاء ، حيث وصل سعر الشيكارة إلى مائة جنيه ، بينما ثمنها في بنك التنمية الزراعية خمسة وثلاثون جنيها !! .وياليت الأمور انتهت عند ذلك ، بل إن هذا السد الذي "دوشونا" به في الخطب والأغاني هو السبب في القضاء على الثروة السمكية التي فقدتها مصر ، ومن ثم أصبحنا نعاني من قلة هذه الثروة التي كانت تحدث توازنا مع اللحوم والنباتات في توفير الغذاء للمصريين !! .ولا تقل لي إن مصر من أكثر البلاد التي يمر بها النيل ولديها سواحل على أكبر البحار في المنطقة ، وهما البحر الأبيض والأحمر .. أما الطامة الكبرى فإن هذا السد قد شيده الروس حتى يحرمونا من جنة الأمريكان ، وقد شاء القدر وجاء الرئيس السادات ليضع الأمور في نصابها السليم فقام بقطع العلاقات وطرد الروس ، واستبدل بهم الأمريكان الذين يغدقون علينا بمعوناتهم وأموالهم ، فهؤلاء الروس الجهلة هم الذين شيدوا هذا السد الذي نتج عنه إنشاء بحيرة ناصر ـ آسف أقصد بحيرة السد العالي ـ التي حمت مصر من العطش في سنوات عدم سقوط المطر على منابع النيل ، مما جعل مصر تسحب من رصيد المياه في بحيرة السد .. فمن الذي يقول ذلك ؟ . إن بحيرة السد هذه التي تخزن فيها المياه حتى لا تضغط على جسم السد هي السبب في أن تصبح مياه الشرب شحيحة وغير موجودة ، والسد وبحيرته هذه هما السبب فيما يسمى ثورة المياه وتظاهرات الجراكن الحادثة الآن في محافظات كفر الشيخ ودمياط وطنطا ، فالسد وبحيرته هما السبب المباشر لتلك المشكلة ، وليس كما يدعي المعارضون أن السبب فساد المحليات وعدم قيام المحافظين بما يجب تجاه قضايا الجماهير الحياتية !! أما الأهم والأخطر فهي تلك المشكلة التي كان السد سببا مباشرا فيها ، وهي تهجير أهل النوبة ، فلولا السد ما كانت مشكلة النوبة ، ولا كانت ادعاءات المعارضة التي تتهم أمريكا وإسرائيل وسعد الدين إبراهيم بخلق مشكلة النوبة ، فلا علاقة لهؤلاء بمشكلة النوبة وإنما هذا السد هو سبب كل المصائب !! ناهيك عن أن هذه الثورة قد استغلت لتصفية حسابات نفسية للذين قاموا بها ، حيث كانوا من أبناء الطبقة المتوسطة وما تحتها ، وبالتالي قاموا بتفريغ شحناتهم النفسية المكبوتة وانتقموا من كبار الملاك وأصحاب المصانع التي كان يعمل بها آباء وأقارب هؤلاء !!.والأعجب أنهم جعلوا الفلاح المعدم يصعد إلى مستوى حياة شبه إنسانية على حساب الحياة المرفهة لملاك الأراضي ، تلك الأراضي التي اقتنوها بعرق الجبين وبالعمل والكد في زراعتها !! ولا تقل لي تلك الأوهام التي يدعيها البعض بأن هؤلاء قد أخذوا تلك الأراضي بآلاف الأفدنة هبة من الحكام ، حيث إن الحاكم كان هو المالك الوحيد !! .تلك عينة لا تنتهي من كم الافتراءات والأكاذيب التي تكال للثورة ، وبوسع المرء أن يلحظ هنا أنه قد حدث خلط رهيب بين الثورة وتفاعلاتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية في الواقع الحياتي للجماهير المصرية والعربية ، والتي امتدت للعالم الثالث ، فضلا عن الادعاء والتصور المغلوط باستمرارية الثورة لما بعد عبد الناصر ، فما علاقة الثورة بكل المتغيرات التي تمت على جميع الأصعدة ، والتي تناقضت مع كل التوجهات لثورة يوليو ؟ فما علاقة الخصخصة والقطاع الخاص بسياسة القطاع العام ، وما علاقة القوى العاملة مع إلغائها وما نتج عنها من بطالة ؟ وأين مجانية التعليم مما يحدث الآن ، وأين مجانية العلاج في ظل بيع التأمين الصحي ، وما علاقة الثورة بمشاكل الإسكان والغلاء والمواصلات ورغيف العيش ؟ وما علاقة الثورة بكامب دافيد وما يسمى بالسلام مع إسرائيل ، وما مسئولية الثورة عما وصلت إليه الحالة الفلسطينية نتيجة للمواقف المتخاذلة ؟ .والسؤال الآن : لماذا ما زالت المعركة قائمة مع الثورة ، ولماذا هذا الاستمرار في معاداتها ؟ إنني أتصور أن الواقع المعاش الآن وتحليله ـ سواء في ضوء مشاكلنا الداخلية المتراكمة والمتفاقمة ، أو مشاكلنا على المستوى العربي والإقليمي ، أو علاقات مصر الدولية ودورها على كل المستويات ـ ينبغي أن يجعلنا نستدعي على وجه السرعة منهج ثورة 23 يوليو السياسي والاقتصادي والاجتماعي ، فهذا الواقع السياسي يجب أن يجعلنا نستدعي ونتمسك بحرية قرارنا السياسي في مواجهة أي ضغوط ، وما أكثر الضغوط المحيطة بنا اليوم . أما واقعنا الاقتصادي والذي تهاون وفرط في القطاع العام كثروة قومية ملك للمصريين في مقابل سد عجز الموازنة أو تطبيق روشتة ما يسمى بالإصلاح الاقتصادي الموصوفة من مؤسسات دولية ، والتي أفرزت مشاكل لا قبل لنا بها تمس حياة المواطن الفقير ، فهي بدورها تجعلنا نستدعي تلك التوجهات الاقتصادية التي تحمي الفقراء من تغول ذلك القطاع من رجال الأعمال ، الذين يأخذون كل شيء ولا يعطون أي شيء .وفيما يتعلق بالمستوى الاجتماعي فسأركز على أهم مداخله ألا وهو عملية الانتماء لمصر ، فإذا كانت الثورة هي كل البلاء فلماذا كانت الجماهير تذوب حبا وانتماء لمصر ؟ فهل كان هذا الحب وذاك الانتماء مفروض بقوة المخابرات وعن طريق الاعتقالات ، أم من خلال حب نظام يؤمن بالجماهير ويرصد مشاكلها ويسعى إلى حلها ، فالانتماء هو واقع سياسي يشعر المواطن من خلاله بدوره وكيانه السياسي ، وواقع اقتصادي يوفر له الحد الأدنى من الحياة الكريمة.. فلا الشعارات ولا الخطب ولا الأغاني تخلق حبا أو تفرز انتماء ، فالأغاني هي نتيجة لهذا الانتماء وليست سببا له ، ولذلك نرى أن كل من يؤمن بالمنهج الأمريكي أو من يسايره أو يتعامل معه أو يستفيد منه ، مازال يكن كل العداء للثورة ومبادئها ، إذ إن هؤلاء يعلمون أن تلك الثورة ومبادئها مازالت تصلح حلا لكل المشاكل التي نعيشها على كل المستويات ، كما أنها مازالت ـ وستظل ـ في ضمير ليس الشعب المصري فحسب ، ولكن في ضمير كل الشعوب الساعية إلى الحرية والتحرر من أي شكل استعماري ، والساعية إلى تحقيق عدالة اجتماعية تحترم الإنسان ، الذي يعد هو الركيزة الأساسية لأي نظام حكم يسعى إلى الشرعية الحقيقية من خلال شعبه.
المصريون : بتاريخ
24 - 7 - 2007
احتفل أول أمس كل الأحرار في العالم بذكرى ثورة 23 يوليو 1952 ...ومن المفترض أيضا أن يحتفي المصريون بالذكرى الخامسة والخمسين لتلك الثورة ، وإن كان احتفال المصريين قد اختصر إلى أن أصبح هذا اليوم إجازة للعاملين بالدولة ولما بقي مما يسمى بالقطاع العام ، بالإضافة إلى إلقاء بيان مختصر من رئيس الجمهورية ، وتنويه في تلفزيون الدولة الذي لا يتابع من المشاهدين كثيرا. ولا أغالي أوأبالغ إذا قلت إن يوم الاحتفال بثورة يوليو قد أصبح احتفالا ـ اسما وشكلا ـ بدون حياة أو اقتناع ، بسبب ما تعانيه تلك الثورة طوال العام من سب وانتقاد وتقريع وتسفيه ، لدرجة أنها أصبحت في نظر البعض ـ وبعد هذه الفترة الطويلة على ولادتها ـ سبب البلاء والغلاء والبطالة وغياب الديمقراطية ، وأنها سبب تدني التعليم نتيجة فرضها مبدأ المجانية ، فضلا عن اتهامها بأنها السبب في غياب علاج المرضى الفقراء في مستشفيات الدولة ومؤسسات التأمين الصحي المزمع بيعها أو خصخصتها . و كيف لا تكون الثورة هي سبب كل المصائب وهي التي بنت لنا هذا الذي يطلقون عليه السد العالي ، الذي كان سببا في قيام ثلاث دول استعمارية بالعدوان عام 1956 .. و يا ليت الأمور توقفت عند هذا الحد ، بل لقد جر علينا هذا السد كل المصائب بعد ذلك ، فقضي على الطمي الذي كان يحمله لنا النيل والذي كان يقوم بتسميد الأراضي الزراعية ، وهو ما جعلنا نحتاج إلى الأسمدة الكيماوية ، والتي لا نجدها الآن وأصبحت لا تباع لا في السوق السوداء ولا البيضاء ، حيث وصل سعر الشيكارة إلى مائة جنيه ، بينما ثمنها في بنك التنمية الزراعية خمسة وثلاثون جنيها !! .وياليت الأمور انتهت عند ذلك ، بل إن هذا السد الذي "دوشونا" به في الخطب والأغاني هو السبب في القضاء على الثروة السمكية التي فقدتها مصر ، ومن ثم أصبحنا نعاني من قلة هذه الثروة التي كانت تحدث توازنا مع اللحوم والنباتات في توفير الغذاء للمصريين !! .ولا تقل لي إن مصر من أكثر البلاد التي يمر بها النيل ولديها سواحل على أكبر البحار في المنطقة ، وهما البحر الأبيض والأحمر .. أما الطامة الكبرى فإن هذا السد قد شيده الروس حتى يحرمونا من جنة الأمريكان ، وقد شاء القدر وجاء الرئيس السادات ليضع الأمور في نصابها السليم فقام بقطع العلاقات وطرد الروس ، واستبدل بهم الأمريكان الذين يغدقون علينا بمعوناتهم وأموالهم ، فهؤلاء الروس الجهلة هم الذين شيدوا هذا السد الذي نتج عنه إنشاء بحيرة ناصر ـ آسف أقصد بحيرة السد العالي ـ التي حمت مصر من العطش في سنوات عدم سقوط المطر على منابع النيل ، مما جعل مصر تسحب من رصيد المياه في بحيرة السد .. فمن الذي يقول ذلك ؟ . إن بحيرة السد هذه التي تخزن فيها المياه حتى لا تضغط على جسم السد هي السبب في أن تصبح مياه الشرب شحيحة وغير موجودة ، والسد وبحيرته هذه هما السبب فيما يسمى ثورة المياه وتظاهرات الجراكن الحادثة الآن في محافظات كفر الشيخ ودمياط وطنطا ، فالسد وبحيرته هما السبب المباشر لتلك المشكلة ، وليس كما يدعي المعارضون أن السبب فساد المحليات وعدم قيام المحافظين بما يجب تجاه قضايا الجماهير الحياتية !! أما الأهم والأخطر فهي تلك المشكلة التي كان السد سببا مباشرا فيها ، وهي تهجير أهل النوبة ، فلولا السد ما كانت مشكلة النوبة ، ولا كانت ادعاءات المعارضة التي تتهم أمريكا وإسرائيل وسعد الدين إبراهيم بخلق مشكلة النوبة ، فلا علاقة لهؤلاء بمشكلة النوبة وإنما هذا السد هو سبب كل المصائب !! ناهيك عن أن هذه الثورة قد استغلت لتصفية حسابات نفسية للذين قاموا بها ، حيث كانوا من أبناء الطبقة المتوسطة وما تحتها ، وبالتالي قاموا بتفريغ شحناتهم النفسية المكبوتة وانتقموا من كبار الملاك وأصحاب المصانع التي كان يعمل بها آباء وأقارب هؤلاء !!.والأعجب أنهم جعلوا الفلاح المعدم يصعد إلى مستوى حياة شبه إنسانية على حساب الحياة المرفهة لملاك الأراضي ، تلك الأراضي التي اقتنوها بعرق الجبين وبالعمل والكد في زراعتها !! ولا تقل لي تلك الأوهام التي يدعيها البعض بأن هؤلاء قد أخذوا تلك الأراضي بآلاف الأفدنة هبة من الحكام ، حيث إن الحاكم كان هو المالك الوحيد !! .تلك عينة لا تنتهي من كم الافتراءات والأكاذيب التي تكال للثورة ، وبوسع المرء أن يلحظ هنا أنه قد حدث خلط رهيب بين الثورة وتفاعلاتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية في الواقع الحياتي للجماهير المصرية والعربية ، والتي امتدت للعالم الثالث ، فضلا عن الادعاء والتصور المغلوط باستمرارية الثورة لما بعد عبد الناصر ، فما علاقة الثورة بكل المتغيرات التي تمت على جميع الأصعدة ، والتي تناقضت مع كل التوجهات لثورة يوليو ؟ فما علاقة الخصخصة والقطاع الخاص بسياسة القطاع العام ، وما علاقة القوى العاملة مع إلغائها وما نتج عنها من بطالة ؟ وأين مجانية التعليم مما يحدث الآن ، وأين مجانية العلاج في ظل بيع التأمين الصحي ، وما علاقة الثورة بمشاكل الإسكان والغلاء والمواصلات ورغيف العيش ؟ وما علاقة الثورة بكامب دافيد وما يسمى بالسلام مع إسرائيل ، وما مسئولية الثورة عما وصلت إليه الحالة الفلسطينية نتيجة للمواقف المتخاذلة ؟ .والسؤال الآن : لماذا ما زالت المعركة قائمة مع الثورة ، ولماذا هذا الاستمرار في معاداتها ؟ إنني أتصور أن الواقع المعاش الآن وتحليله ـ سواء في ضوء مشاكلنا الداخلية المتراكمة والمتفاقمة ، أو مشاكلنا على المستوى العربي والإقليمي ، أو علاقات مصر الدولية ودورها على كل المستويات ـ ينبغي أن يجعلنا نستدعي على وجه السرعة منهج ثورة 23 يوليو السياسي والاقتصادي والاجتماعي ، فهذا الواقع السياسي يجب أن يجعلنا نستدعي ونتمسك بحرية قرارنا السياسي في مواجهة أي ضغوط ، وما أكثر الضغوط المحيطة بنا اليوم . أما واقعنا الاقتصادي والذي تهاون وفرط في القطاع العام كثروة قومية ملك للمصريين في مقابل سد عجز الموازنة أو تطبيق روشتة ما يسمى بالإصلاح الاقتصادي الموصوفة من مؤسسات دولية ، والتي أفرزت مشاكل لا قبل لنا بها تمس حياة المواطن الفقير ، فهي بدورها تجعلنا نستدعي تلك التوجهات الاقتصادية التي تحمي الفقراء من تغول ذلك القطاع من رجال الأعمال ، الذين يأخذون كل شيء ولا يعطون أي شيء .وفيما يتعلق بالمستوى الاجتماعي فسأركز على أهم مداخله ألا وهو عملية الانتماء لمصر ، فإذا كانت الثورة هي كل البلاء فلماذا كانت الجماهير تذوب حبا وانتماء لمصر ؟ فهل كان هذا الحب وذاك الانتماء مفروض بقوة المخابرات وعن طريق الاعتقالات ، أم من خلال حب نظام يؤمن بالجماهير ويرصد مشاكلها ويسعى إلى حلها ، فالانتماء هو واقع سياسي يشعر المواطن من خلاله بدوره وكيانه السياسي ، وواقع اقتصادي يوفر له الحد الأدنى من الحياة الكريمة.. فلا الشعارات ولا الخطب ولا الأغاني تخلق حبا أو تفرز انتماء ، فالأغاني هي نتيجة لهذا الانتماء وليست سببا له ، ولذلك نرى أن كل من يؤمن بالمنهج الأمريكي أو من يسايره أو يتعامل معه أو يستفيد منه ، مازال يكن كل العداء للثورة ومبادئها ، إذ إن هؤلاء يعلمون أن تلك الثورة ومبادئها مازالت تصلح حلا لكل المشاكل التي نعيشها على كل المستويات ، كما أنها مازالت ـ وستظل ـ في ضمير ليس الشعب المصري فحسب ، ولكن في ضمير كل الشعوب الساعية إلى الحرية والتحرر من أي شكل استعماري ، والساعية إلى تحقيق عدالة اجتماعية تحترم الإنسان ، الذي يعد هو الركيزة الأساسية لأي نظام حكم يسعى إلى الشرعية الحقيقية من خلال شعبه.
No comments:
Post a Comment