حول كشف حساب ثورة يوليو كتب أحمد المسلماني في المصري اليوم :
(قامت ثورة يوليو في عام ١٩٥٢، وانتهت في عام ١٩٥٦، ثم توالت الأخطاء، من وحدة خاطئة مع سوريا في ١٩٥٨، إلي فشل في حماية شمال الدولة من الانفصال في عام ١٩٦١، إلي حرب خاطئة في اليمن عام ١٩٦٢، ثم إلي كارثة كاملة في عام ١٩٦٧ يري التيار الناصري أن مجد الرئيس عبدالناصر قد تأسس عام ١٩٥٦ ثم انطلق عاليا في السنوات اللاحقة، وأري أن مجد جمال عبدالناصر قد بدأ عام ١٩٥٢ وانتهي عام ١٩٥٦، لكي تبدأ مصر حقبة رديئة امتدت أحد عشر عاما من الأخطاء، من ١٩٥٦ إلي ١٩٦٧.أحد عشر عاما من تخريب الجيش، بدأ بترقية اللواء عبدالحكيم عامر إلي رتبة المشير، وبعد هزيمة في سوريا وهزيمة في اليمن وهزيمة في سيناء، فوجئنا بعد ١٩٦٧، بأن لدينا رجال حرب كباراً بوزن الفريق فوزي والمشير الجمسي والمشير محمد علي فهمي، وأن لدينا قادة جو بوزن حسني مبارك وقادة مدفعية بوزن عبدالحليم أبوغزالة، ولدينا فوق هؤلاء جميعا قائد حرب عملاق بوزن الفريق سعدالدين الشاذلي، وأسطورة علم وأخلاق بوزن الفريق عبدالمنعم رياض.أحد عشر عاما من تكسير الحرية، خوف وذعر وقلق وأسوار وقضبان يقوم علي إدارتها حفنة من كبار الرعاع، تساندهم حفنة من صغار الرعاع، أشخاص لا قيمة لهم ولا لرؤسائهم ولا لرؤساء رؤسائهم، كان يمكنهم أن يسحقوا من شاءوا ويسجنوا من شاءوا، يرفعون ويخفضون، يمنحون ويمنعون، بهم ومعهم تحولت السياسة إلي كاميرات وحراس القيم إلي لصوص صور كل هدفهم لقطة عارية أو سرير ممتلئ!أحد عشر عاما من الكلام عن الاقتصاد، فقط أرقام عن الخطط وأرقام عن التصنيع المدني والعسكري، وحين أسمع السيد عزيز صدقي متحدثا عن عصر الصناعة في هذه السنوات- لا أذهب كثيرا في التحليل والتنقيب، ولا المراجعة والتقييم. ها هي مصر وها هي كوريا وسنغافورة وماليزيا وأيرلندا. ها ما فعلنا في أحد عشر عاما من المجد، وها ما فعل الآخرون في أقل من عشر سنوات، هذه مصانعنا ومصانعهم، شركاتنا وشركاتهم، بدايتنا وبدايتهم، تكلفتنا وتكلفتهم. أحد عشر عاما من تكسير القيم، نهاية قيم الكفاءة والامتياز، وحلول قيم الثقة والولاء، اختفي أهل العلم والدراية وساد السماعون للكذب الأكالون للسحت، اختفي الدارسون والعارفون وحل السكرتارية والسعاة المتلصصون وأهل الهوي وأنصاف النساء!.أحد عشر عاما من المزايدات الرخيصة، من الفاسدين الذين يناهضون الفساد، من ضعاف النفوس الذين تدربوا علي أفضل الطرق للتأثير، وأسهل السبل إلي البكاء، من الذين توصلوا إلي أعظم حيلة سياسية في وطن جريح سحق أمريكا وإسرائيل أمام الكاميرات، ثم سحق الوطن بعد أن يصمت الميكروفون وترحل العدسات! إنني واحد ممن يقدرون الرئيس عبدالناصر لسبع سنوات، كان الرجل عظيما ما بين ١٩٥٢ و١٩٥٦.. ثم عاد عظيما بعد يونيو ١٩٦٧.عاش ناصر ١٩٥٢في ١٩٥٦ ومات ناصر ١٩٥٦، في ١٩٦٧، وبعث ناصر ١٩٦٧ في ١٩٧٠، كانت حرب الاستنزاف هي التي صاغت لعبد الناصر هذه الجنازة التي تنبض بالحياة.كل عام ونحن أفضل، فمصر ٢٠٠٧ ليست بخير!)- وفي عدد الاثنين من الدستور اليومية كتب فهمي هويدي حول دروس الانتخابات التركية في الديمقراطية الني لا تستثنى أحدا ...ويتمنى أن يفهمها النظام المصري نقرأ: (الانتخابات التركية التى جرت أمس تبعث إلينا بأكثر من رسالة من ذلك النوع الذى أصبحنا محصنين ضد استقباله . . أهم تلك الرسائل ما يتعلق منها بمسألة النزاهة ، ذلك ان تركيا من البلاد النادرة في المنطقة المحيطة بنا التي تتم فيها الانتخابات بنزاهة مطلقة ، وكنت قد أشرت من قبل في هذا المكان إلى زيارة الوفد البرلماني التركي لمصر. . الذي لم يصدق اعضاؤه ولم يتصوروا أن الانتخابات يمكن ان تزور. . وبذل محدثوهم جهدا استغرق منهم بعض الوقت لإقناعهم بأن الناخبين فيمصر يمكن ان يصوتوا لصالح مرشحين معينين ، لكن الفائزين قد يصبحون مرشحين آخرين ، وان الناخب يمكن ان يبقى في بيته لا يغادره في يوم الانتخابات ، لكن الأوراق الرسمية تثبت انه حضر وقام بالتوقيع في الجداول ، ثم أدلى بصوته لصالح مرشح الحكومة ، وأن الناس فقدوا حماسهم بمضي الوقت للمشاركة في الانتخابات ، ومع ذلك فإن رسائل الإعلام تتحدث في كل مرة عن الإقبال الشعبي الجارف على التصويت ، وحين قيل لهم أن نتائج الانتخابات في المحروسة عادة ما تكون محسومة سلفا ، فإنهم تبادلوا نظرات الدهشة والاستنكار، وقد أراد أحد محدثيهم أن يرطب جو الجلسة ، وروى لهو النكتة التي تقول بأن عصابة سطت علىبقر وزارة الداخلية وسرقت أشياء كثيرة ، كان من بينها كشف بنتائج الانتخابات التالية ، فإن أحد الأتراك قال : في هذه الحالة هل ينبغي أن نضحك أم نتحسر ونبكى؟!من تلك الرسائل ايضا ان التجربة الديمقراطية تعاملت مع التعددية بجدية ، فلم تستثن أحدا .. الأمر الذي جعلها جاذبة لكل التيارات السياسية من الشيوعيين إلى الإسلاميين، مرورا بالقوميين والليبراليين بطبيعة الحال . بالتالي فإن العقدة التي نعانى منها والتي أدت إلى الإصرار على إقصاء الإسلاميين عن العمل السياسي، تم حلها هناك بيسر وبلا خسائر.. الأمر الذي كان له مردوده الإيجابي الذي أدى إلى عقد مصالحة بين التيار الإسلامي وبين الديمقراطية .. وهى المصالحة التي فشلنا في إجرائها حتى الآن ، فخسرنا بعض الإسلاميين وشوهنا الديمقراطية.ولأنهم اخذوا الديمقراطية على محمل الجد، فإن القانون هناك يعاقب الذين يتخلفون عن التصويت في الانتخابات ، في حين أن الداخلية عندنا يريحها كثيرا أن يظل الناس في بيوتهم يوم التصويت تجنبا للتوتر والمشاحنات وحتى يتسنى لها أن تطبخ النتائج في هدوء وبعيدا عن الضجيج.)
No comments:
Post a Comment