يا فرحة العادلي برجالته.. في الشرطة والتليفزيون! ـ هويدا طــه / القدس العربي
ما أحلي الرجوع إليكم! كتبتها مرة في هذه الزاوية عندما توقفت عمدا عن الكتابة لعدة أشهر.. حرصا علي احترام حق القارئ في ألا يقرأ لكاتب يوشك أن يقع في فخ التكرار والاجترار.. بعد أن وجد كـُـتاب مصريون كـُـثر أنفسهم- وأنا منهم- وقد غرقوا في متاهة سخف (وبجاحة) منظومة الأمن والسلطة المستبدة في مصر.. كل يوم يمارس النظام بكل هيئاته نفس التعدي علي حقوق الإنسان المصري وكل يوم يكتب المصريون تحديا لهذا الاستبداد.. حتي صارت المسألة وكأنها (عقد غير مكتوب) بين الطرفين.. يقول فيه رجال السلطة بكل أنواعها (عايزين تكتبوا يا مجانين؟ إكتبوا!.. إكتبوا اللي انتو عايزينه واحنا نعمل اللي احنا عايزينه.. إكتبوا يا مجانين!) يجوز إذن للكاتب أن ييأس ولكن فقط لبضع لحظات..
لا يجوز له أن يتمادي في اليأس.. هكذا كان الرجوع إليكم المرة الماضية، واليوم .. أعيدها بعد غيبة أخري لقرابة ثلاثة أشهر افتقدت فيها التواصل معكم، كان الانقطاع الأخير لعدة أسباب منها ضغط العمل.. لكن علي مدي سنوات من الكتابة هنا.. كنت أحرص علي عدم الإشارة من قريب أو بعيد إلي أنني أعمل في قناة الجزيرة، فالكتابة هنا كانت (وستظل) بصفتي مواطنة مصرية عربية حرة.. تكتب في جريدة عربية اختارت منذ البدء صف الناس لا السلطة.. في كل أنحاء العالم العربي، الآن.. وقد عرف كثير من القراء الأعزاء طبيعة عملي.. بعد تجربة مع الأمن في مصر تصادف أن تناولتها عدة وسائل إعلامية.. سواء جرائد أو قنوات فضائية من ضمنها قناة الجزيرة طبعا..
أشير أولا إلي أنها تجربة كتبت تفاصيلها الكاملة في صفحة أخري من هذه الجريدة العزيزة عليّ وعلي قرائها.. صفحة (مذكرات وكتب).. (فقط من باب أن نضيف بندا جديدا في العقد غير المكتوب مع السلطة.. وهذه المرة الكلمة لنا.. عايزين تستبدوا يا.. عاقلين؟ استبدوا!.. انتو استبدوا واحنا حنكتب.. ونفضل نكتب.. انتو استبدوا واحنا حنفضل نفضحكم.. صحيح انتو مفضوحين أصلا.. لكن مزيد من فضحكم يا.. عاقلين.. واجب علينا!) وأشير ثانيا إلي أن هذه الزاوية (فضائيات) ليست لكتابة تجارب ذاتية مباشرة.. لكن كسر تلك القاعدة في السطور الماضية كان من باب التوضيح.. الآن نعود معا.. لأداء الواجب!
للناس إعلامهم في بلادنا وللسلطة إعلامها.. ويمكن لكل لبيب أو حتي غير لبيب.. تمييز الفرق، أتذكرون فيلم (البداية)؟ حين كان الفنان الجميل المرحوم أحمد زكي يؤدي دور عامل تلتقي معه مذيعة تليفزيون السلطة. كانت يسرا قد أدت هذا الدور بإبداع ملحوظ.. حينها كان العامل يقول للميكروفون الذي تدفعه المذيعة دفعا في فمه تكاد به تكسر أسنانه.. بينما هو يتأتئ مرتبكا وعينه تزوغ يمينا ويسارا: احنا ياهانم كويسين قوي وكل شيء حلو قوي والحاجات رخيصة قوي والدنيا حلوة خالص والحكومة بتحترمنا خالص واحنا عايشين عيشة فل خالص وأحلي من كده والنبي مفيش ! هكذا إذن اعتدنا أن تكون طريقة تواصل تليفزيون الحكومة المصرية مع الناس..
وهي طريقة لا يغيرونها رغم مرور الزمن ولا يطورون فيها من أساليبهم.. حتي يعني من باب (التمكن) يعني في أداء مهمتهم الإعلامية الأمنية! فبعد مصادرة رجال مباحث أمن الدولة لشرائط فيلم وثائقي كان يجري الإعداد له من قبل فريق الجزيرة عن (شكاوي المواطنين من سوء معاملة الشرطة المصرية).. فإن الشرائط الموجودة في النيابة باعتبارها (حرزا مضبوطا!) وصلت بقدرة قادر إلي التليفزيون المصري!.. وعموما هذا شيء لا يُدهش من يعرف ـ بحكم التجربة والعشرة مع حكومات مصر ـ أن التليفزيون المصري تابع بائس مسكين للداخلية والأمن.. في دولة طبيعتها طبيعة بوليسية يحكمها البوليس أصلا..
والبوليس نفسه يحركه كالدمية ذلك اللهّو الخفي (بصراحة هو مش خفي!.. لكن شعبيا اسمه كده.. بس مين في مصر ميعرفش يعني.. المعلم الكبير؟!) وفي برنامج اسمه البيت بيتك (وكثير من المصريين يهزأ من هذا الاسم.. ويعتبر أن البيت مش بيته وإنما بيت المفضوحين من رجال وأعوان الحكومة البوليسية التي تحتاج لبيت مثل هذا يحاول عبثا.. أن يستر عليها!) تم عرض شرائط لا يملكها التليفزيون المصري ولا تملكها الشرطة ولا النيابة ولا أي جهة سوي من أنتجها.. الشرائط التي عرضت قال عنها مذيع برتبة (مقدم) برنامج إنها (صور مفبركة عن تعذيب المواطنين في أقسام الشرطة من شأنها الإساءة لسمعة البلاد).. يا سلام.. جبت التايهة!
لكن هذا شيء لا يستغرب من تليفزيون بوليسي! إنما الأكثر دلالة علي مستوي ذكاء إعلام السلطة- الذي يسخر منه العالم في أرجاء الدنيا- أنهم ذهبوا- أي والله العظيم- ذهبوا إلي أقسام الشرطة التي سمحت الداخلية لهم بدخولها من باب إن البيت بيتهم! وأمسكوا بميكروفون يشبه ميكروفون يسرا الذي دفعته دفعا في فم العامل الغلبان ليحكي عن رفع الحكومة قبعاتها وطواقيها لكل العمال..
دفعوا الميكروفون في فم بعض المتهمين المحتجزين في أقسام الشرطة وسألوهم: الظباط بيعاملوكم إزاي؟! (يا فرحة شعبنا بكم وبإعلامكم ومستوي ذكائكم وقدراتكم الإعلامية الفذة.. خليتوا إيه لغيركم؟ خليتوا للحلوين إيه؟!) المتهمون طبعا من بينهم (نشال وهجام وخلافه) قالوا شيئا يشبه ما قاله أحمد زكي: والله بيعاملونا أحسن معاملة وبيجيبولنا شاي وطيبين خالص ومفيش أي حاجة من أي حاجة والضابط والله بيقوم من علي الكرسي ويقعدني ! يعني الضابط المصري ـ بحسب منهجية إعلام البيت بيتهم ـ يتعامل مع النشالين المحتجزين بمنهج (أطبطب وأدلع)! يعني الصحافي والحقوقي والمحامي المصري ما هم وأمثالهم إلا أفاقون.. يفترون علي الشرطة المصرية الحنونة..
يفترون حينما يرصدون بالصوت والصورة والمتابعة للقضايا المرفوعة في المحاكم علي ضباط (طبطبوا علي المواطنين ودلعوهم أيما طبطبة وأيما دلع)، والدليل علي هذا الافتراء؟! الدليل قالولو..! النشالون المحتجزون في قسم شرطة سمحت وزارة الداخلية بدخول الكاميرا والميكروفون إليه.. قالولو ـ للمذيع برتبة (مقدم) برامج ـ إن الشرطة حلوة وطيبة وحنونة خالص! يا فرحة العادلي برجالته في الشرطة والتليفزيون!
عموما.. كون المصريين مشهورين بالطيبة والدفء الإنساني.. هذا لا يمنع أن ذكاءهم الجمعي والفردي علي حد سواء قادر علي التمييز بين إعلام محترم و.. إعلام قالولو!
يا سادة.. ما يسيء لسمعة البلاد ليس فضح الصحافيين لانتهاك النظام المصري لحقوق الإنسان.. وإنما ما يسيء لسمعة مصر حقا أن يفتضح أمام العالم (مستوي ذكاء) بعض رجال الأمن المصري.. سواء في الشرطة أو في التليفزيون!.. مع إن مصر مليئة بالشباب الذكي.. فلماذا يعمل في الأمن ـ شرطة وتليفزيونا ـ رجال بهذه الدرجة من.. الذكاوة! أووف.. فضحتونا قدام الأجانب.. بصراحة.. مكسوفالكم!
ما أحلي الرجوع إليكم! كتبتها مرة في هذه الزاوية عندما توقفت عمدا عن الكتابة لعدة أشهر.. حرصا علي احترام حق القارئ في ألا يقرأ لكاتب يوشك أن يقع في فخ التكرار والاجترار.. بعد أن وجد كـُـتاب مصريون كـُـثر أنفسهم- وأنا منهم- وقد غرقوا في متاهة سخف (وبجاحة) منظومة الأمن والسلطة المستبدة في مصر.. كل يوم يمارس النظام بكل هيئاته نفس التعدي علي حقوق الإنسان المصري وكل يوم يكتب المصريون تحديا لهذا الاستبداد.. حتي صارت المسألة وكأنها (عقد غير مكتوب) بين الطرفين.. يقول فيه رجال السلطة بكل أنواعها (عايزين تكتبوا يا مجانين؟ إكتبوا!.. إكتبوا اللي انتو عايزينه واحنا نعمل اللي احنا عايزينه.. إكتبوا يا مجانين!) يجوز إذن للكاتب أن ييأس ولكن فقط لبضع لحظات..
لا يجوز له أن يتمادي في اليأس.. هكذا كان الرجوع إليكم المرة الماضية، واليوم .. أعيدها بعد غيبة أخري لقرابة ثلاثة أشهر افتقدت فيها التواصل معكم، كان الانقطاع الأخير لعدة أسباب منها ضغط العمل.. لكن علي مدي سنوات من الكتابة هنا.. كنت أحرص علي عدم الإشارة من قريب أو بعيد إلي أنني أعمل في قناة الجزيرة، فالكتابة هنا كانت (وستظل) بصفتي مواطنة مصرية عربية حرة.. تكتب في جريدة عربية اختارت منذ البدء صف الناس لا السلطة.. في كل أنحاء العالم العربي، الآن.. وقد عرف كثير من القراء الأعزاء طبيعة عملي.. بعد تجربة مع الأمن في مصر تصادف أن تناولتها عدة وسائل إعلامية.. سواء جرائد أو قنوات فضائية من ضمنها قناة الجزيرة طبعا..
أشير أولا إلي أنها تجربة كتبت تفاصيلها الكاملة في صفحة أخري من هذه الجريدة العزيزة عليّ وعلي قرائها.. صفحة (مذكرات وكتب).. (فقط من باب أن نضيف بندا جديدا في العقد غير المكتوب مع السلطة.. وهذه المرة الكلمة لنا.. عايزين تستبدوا يا.. عاقلين؟ استبدوا!.. انتو استبدوا واحنا حنكتب.. ونفضل نكتب.. انتو استبدوا واحنا حنفضل نفضحكم.. صحيح انتو مفضوحين أصلا.. لكن مزيد من فضحكم يا.. عاقلين.. واجب علينا!) وأشير ثانيا إلي أن هذه الزاوية (فضائيات) ليست لكتابة تجارب ذاتية مباشرة.. لكن كسر تلك القاعدة في السطور الماضية كان من باب التوضيح.. الآن نعود معا.. لأداء الواجب!
للناس إعلامهم في بلادنا وللسلطة إعلامها.. ويمكن لكل لبيب أو حتي غير لبيب.. تمييز الفرق، أتذكرون فيلم (البداية)؟ حين كان الفنان الجميل المرحوم أحمد زكي يؤدي دور عامل تلتقي معه مذيعة تليفزيون السلطة. كانت يسرا قد أدت هذا الدور بإبداع ملحوظ.. حينها كان العامل يقول للميكروفون الذي تدفعه المذيعة دفعا في فمه تكاد به تكسر أسنانه.. بينما هو يتأتئ مرتبكا وعينه تزوغ يمينا ويسارا: احنا ياهانم كويسين قوي وكل شيء حلو قوي والحاجات رخيصة قوي والدنيا حلوة خالص والحكومة بتحترمنا خالص واحنا عايشين عيشة فل خالص وأحلي من كده والنبي مفيش ! هكذا إذن اعتدنا أن تكون طريقة تواصل تليفزيون الحكومة المصرية مع الناس..
وهي طريقة لا يغيرونها رغم مرور الزمن ولا يطورون فيها من أساليبهم.. حتي يعني من باب (التمكن) يعني في أداء مهمتهم الإعلامية الأمنية! فبعد مصادرة رجال مباحث أمن الدولة لشرائط فيلم وثائقي كان يجري الإعداد له من قبل فريق الجزيرة عن (شكاوي المواطنين من سوء معاملة الشرطة المصرية).. فإن الشرائط الموجودة في النيابة باعتبارها (حرزا مضبوطا!) وصلت بقدرة قادر إلي التليفزيون المصري!.. وعموما هذا شيء لا يُدهش من يعرف ـ بحكم التجربة والعشرة مع حكومات مصر ـ أن التليفزيون المصري تابع بائس مسكين للداخلية والأمن.. في دولة طبيعتها طبيعة بوليسية يحكمها البوليس أصلا..
والبوليس نفسه يحركه كالدمية ذلك اللهّو الخفي (بصراحة هو مش خفي!.. لكن شعبيا اسمه كده.. بس مين في مصر ميعرفش يعني.. المعلم الكبير؟!) وفي برنامج اسمه البيت بيتك (وكثير من المصريين يهزأ من هذا الاسم.. ويعتبر أن البيت مش بيته وإنما بيت المفضوحين من رجال وأعوان الحكومة البوليسية التي تحتاج لبيت مثل هذا يحاول عبثا.. أن يستر عليها!) تم عرض شرائط لا يملكها التليفزيون المصري ولا تملكها الشرطة ولا النيابة ولا أي جهة سوي من أنتجها.. الشرائط التي عرضت قال عنها مذيع برتبة (مقدم) برنامج إنها (صور مفبركة عن تعذيب المواطنين في أقسام الشرطة من شأنها الإساءة لسمعة البلاد).. يا سلام.. جبت التايهة!
لكن هذا شيء لا يستغرب من تليفزيون بوليسي! إنما الأكثر دلالة علي مستوي ذكاء إعلام السلطة- الذي يسخر منه العالم في أرجاء الدنيا- أنهم ذهبوا- أي والله العظيم- ذهبوا إلي أقسام الشرطة التي سمحت الداخلية لهم بدخولها من باب إن البيت بيتهم! وأمسكوا بميكروفون يشبه ميكروفون يسرا الذي دفعته دفعا في فم العامل الغلبان ليحكي عن رفع الحكومة قبعاتها وطواقيها لكل العمال..
دفعوا الميكروفون في فم بعض المتهمين المحتجزين في أقسام الشرطة وسألوهم: الظباط بيعاملوكم إزاي؟! (يا فرحة شعبنا بكم وبإعلامكم ومستوي ذكائكم وقدراتكم الإعلامية الفذة.. خليتوا إيه لغيركم؟ خليتوا للحلوين إيه؟!) المتهمون طبعا من بينهم (نشال وهجام وخلافه) قالوا شيئا يشبه ما قاله أحمد زكي: والله بيعاملونا أحسن معاملة وبيجيبولنا شاي وطيبين خالص ومفيش أي حاجة من أي حاجة والضابط والله بيقوم من علي الكرسي ويقعدني ! يعني الضابط المصري ـ بحسب منهجية إعلام البيت بيتهم ـ يتعامل مع النشالين المحتجزين بمنهج (أطبطب وأدلع)! يعني الصحافي والحقوقي والمحامي المصري ما هم وأمثالهم إلا أفاقون.. يفترون علي الشرطة المصرية الحنونة..
يفترون حينما يرصدون بالصوت والصورة والمتابعة للقضايا المرفوعة في المحاكم علي ضباط (طبطبوا علي المواطنين ودلعوهم أيما طبطبة وأيما دلع)، والدليل علي هذا الافتراء؟! الدليل قالولو..! النشالون المحتجزون في قسم شرطة سمحت وزارة الداخلية بدخول الكاميرا والميكروفون إليه.. قالولو ـ للمذيع برتبة (مقدم) برامج ـ إن الشرطة حلوة وطيبة وحنونة خالص! يا فرحة العادلي برجالته في الشرطة والتليفزيون!
عموما.. كون المصريين مشهورين بالطيبة والدفء الإنساني.. هذا لا يمنع أن ذكاءهم الجمعي والفردي علي حد سواء قادر علي التمييز بين إعلام محترم و.. إعلام قالولو!
يا سادة.. ما يسيء لسمعة البلاد ليس فضح الصحافيين لانتهاك النظام المصري لحقوق الإنسان.. وإنما ما يسيء لسمعة مصر حقا أن يفتضح أمام العالم (مستوي ذكاء) بعض رجال الأمن المصري.. سواء في الشرطة أو في التليفزيون!.. مع إن مصر مليئة بالشباب الذكي.. فلماذا يعمل في الأمن ـ شرطة وتليفزيونا ـ رجال بهذه الدرجة من.. الذكاوة! أووف.. فضحتونا قدام الأجانب.. بصراحة.. مكسوفالكم!
العاشرة مساء مرة أخري: برلمانيون.. لكن ظرفاء!
والله زمان يا برنامجي المفضل! منذ فترة طويلة لم أتابع برنامج (العاشرة مساء) علي قناة دريم المصرية الخاصة.. وهو برنامج يبذل فريق إعداده مجهودا ملموسا كي (يقترب من هواجس الناس) في مصر.. في حدود السقف المتاح من حرية ستكون نتيجة اختراقه.. إغلاق دكانة البرنامج من بابها! وتتمتع مقدمته مني الشاذلي بروح (حلوة) وبساطة ودفء..
وإن كان (يعيبها) إصرارها علي (النطق الصحيح) لحروف الثاء والضاد والذال! وهذه حروف تبدو- لغويا- (مشكلة مصرية)، لأن المصري في لهجته المحلية لا يخرج لسانه أبدا عند نطق تلك الحروف.. لذلك يشعر بمدي (عبء) أن يفعلها دون أن يرتبك أو يفقد تواصل أفكاره، ما علينا.. يمكن للعزيزة مني أن تقول (مسلا) بدلا من قول (مثلا) دون أن تشعر بتأنيب الضمير!.. عادة ما أمزح مع أصدقائي من غير المصريين بالقول: بصراحة احنا في مصر بنحترم اللغة العربية. عشان كده مبنحبش نطلع لها لساننا!
كانت هذه ملاحظة جانبية عندما عدت لمتابعة برنامج العاشرة مساء خلال الأسبوع الماضي.. وكانت بالحلقة فقرات عديدة تمس حياة الناس في مصر.. من فقرة تتابع عمالا يضربون ويعتصمون في شبين الكوم احتجاجا علي عدم صرف مستحقاتهم التي (بلعتها) الشركة القابضة عندما باعت مصنعهم للمستثمر الهندي، وفقرة عن المصريين المسجونين في إسرائيل، وفقرات أخري كانت من بينها فقرة مع (عضو مجلس الشعب) الذي أعلن أن أولاده (يخجلون) من إعلان أن أباهم عضو في مجلس الشعب!
وبرر ذلك بقوله إن الإعلام والسينما والتليفزيون هم الذين (شوهوا) صورة البرلماني المصري، وقال إن مسلسلا كانت قصته تدور حول شخصية رجل حسن السمعة والمكانة بين الناس.. وبعد أن ترشح لعضوية مجلس الشعب.ودخله.. انحرف! مسألة بالفعل تثير الانتباه.. لماذا فقد المصريون الثقة في (ممثليهم)؟! ربما يجب تغيير السؤال قليلا.. هل أعضاء مجلس الشعب هم فعلا ممثلو الشعب؟!
كيف يكون من بين ممثلي الشعب المصري في البرلمان تجار مخدرات وهاربون بالقروض وقتلة يدسون السموم في أكياس الدماء في المستشفيات التي يلجأ إليها شعب (يمثلونه)؟! إما إنهم ليسوا ممثليه الحقيقيين أو أنه.. ليس شعبهم! بالتأكيد يوجد من بين أعضاء مجلس الشعب من هو (مستقيم) يحاول جاهدا أن يجد (لشعبه) موطئ قدم.. في مجلس ثبت عبر السنوات الماضية (وبأحكام قضائية) أن عددا من أعضائه هم بلا مواربة.. مجرمون!
لكن.. وكأن المواطن المصري مقدر عليه أن يُحكم لا بممثليه وإنما بممثلين للإجرام.. يتحكمون في مصيره علي كل مستوي.. بدءا بمستوي قاعدة الشعب وحتي.. قمة الهرم! وكأن المصريين (انتخبوا) ـ إذا صح أنهم مارسوا فعل الانتخاب ذات يوم أصلا- علي كل مستوي من يقول لهم: انتخبوني.. فأنا خير من يمثلكم.. ويمثل بكم.. ويمثل عليكم!
وإن كان (يعيبها) إصرارها علي (النطق الصحيح) لحروف الثاء والضاد والذال! وهذه حروف تبدو- لغويا- (مشكلة مصرية)، لأن المصري في لهجته المحلية لا يخرج لسانه أبدا عند نطق تلك الحروف.. لذلك يشعر بمدي (عبء) أن يفعلها دون أن يرتبك أو يفقد تواصل أفكاره، ما علينا.. يمكن للعزيزة مني أن تقول (مسلا) بدلا من قول (مثلا) دون أن تشعر بتأنيب الضمير!.. عادة ما أمزح مع أصدقائي من غير المصريين بالقول: بصراحة احنا في مصر بنحترم اللغة العربية. عشان كده مبنحبش نطلع لها لساننا!
كانت هذه ملاحظة جانبية عندما عدت لمتابعة برنامج العاشرة مساء خلال الأسبوع الماضي.. وكانت بالحلقة فقرات عديدة تمس حياة الناس في مصر.. من فقرة تتابع عمالا يضربون ويعتصمون في شبين الكوم احتجاجا علي عدم صرف مستحقاتهم التي (بلعتها) الشركة القابضة عندما باعت مصنعهم للمستثمر الهندي، وفقرة عن المصريين المسجونين في إسرائيل، وفقرات أخري كانت من بينها فقرة مع (عضو مجلس الشعب) الذي أعلن أن أولاده (يخجلون) من إعلان أن أباهم عضو في مجلس الشعب!
وبرر ذلك بقوله إن الإعلام والسينما والتليفزيون هم الذين (شوهوا) صورة البرلماني المصري، وقال إن مسلسلا كانت قصته تدور حول شخصية رجل حسن السمعة والمكانة بين الناس.. وبعد أن ترشح لعضوية مجلس الشعب.ودخله.. انحرف! مسألة بالفعل تثير الانتباه.. لماذا فقد المصريون الثقة في (ممثليهم)؟! ربما يجب تغيير السؤال قليلا.. هل أعضاء مجلس الشعب هم فعلا ممثلو الشعب؟!
كيف يكون من بين ممثلي الشعب المصري في البرلمان تجار مخدرات وهاربون بالقروض وقتلة يدسون السموم في أكياس الدماء في المستشفيات التي يلجأ إليها شعب (يمثلونه)؟! إما إنهم ليسوا ممثليه الحقيقيين أو أنه.. ليس شعبهم! بالتأكيد يوجد من بين أعضاء مجلس الشعب من هو (مستقيم) يحاول جاهدا أن يجد (لشعبه) موطئ قدم.. في مجلس ثبت عبر السنوات الماضية (وبأحكام قضائية) أن عددا من أعضائه هم بلا مواربة.. مجرمون!
لكن.. وكأن المواطن المصري مقدر عليه أن يُحكم لا بممثليه وإنما بممثلين للإجرام.. يتحكمون في مصيره علي كل مستوي.. بدءا بمستوي قاعدة الشعب وحتي.. قمة الهرم! وكأن المصريين (انتخبوا) ـ إذا صح أنهم مارسوا فعل الانتخاب ذات يوم أصلا- علي كل مستوي من يقول لهم: انتخبوني.. فأنا خير من يمثلكم.. ويمثل بكم.. ويمثل عليكم!
No comments:
Post a Comment