بقلم د. طارق الغزالى حرب
لا يختلف اثنان في هذا الوطن علي أن جماعة الإخوان المسلمين في مصر منذ ظهورها في مطلع القرن الماضي وحتي اليوم تمثل أحد أهم التحديات التي واجهت وتواجه الأنظمة الحاكمة بدءاً من الحقبة الملكية وحتي الحقبة الجمهورية من ناصر إلي مبارك.. ولعل الصدامات المتكررة بين الدولة والإخوان علي مدي العصور المختلفة تؤكد هذه الحقيقة،
وفي الأسابيع القليلة الماضية بدأت إرهاصات صدام جديد وعنيف بين نظام مبارك والإخوان في صورة اعتقالات بالجملة وضربات أمنية تستهدف الشركات ودور النشر وكل من يشتبه في تمويله للجماعة، وبعض قياداتها مثل المهندس النابه خيرت الشاطر، إلي الدرجة التي ظهر فيها عنوان علي صدر إحدي المجلات الأسبوعية التي أصبحت بوقاً للحكومة والحزب الوطني يقول «نهاية الإخوان المسلمين»،
امتلأت بالمقالات التي تحث الدولة علي الضرب بيد من حديد وفتح أبواب المعتقلات لتلقي الآلاف من الشباب الجهلاء والمهنيين الأكفاء الذي يخربون عقولهم بطريقة يبدو فيها أن هناك من يدفعون الأمور بطريقة إلي مجهول مخيف، وفي نفس التوقيت قرأت للسيد الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح القيادي البارز بالجماعة ما سماه «بيان ونداء» أهم ما فيه أنه يتهم ما سماه جهات معنية بتصعيد التوتر بينهم وبين الدولة، ثم اتجه بخطابه إلي السيد رئيس الجمهورية والأساتذة المفكرين والمثقفين والنخب السياسية والاجتماعية، حيث عرض عليهم نقاطاً أربعاً للنظر والتدبر، لقد ختم الدكتور عبدالمنعم بيانه ونداءه بالقول إن الإخوان لا يشاركون في الحياة العامة بكل أشكالها وأدوارها إلا لمصلحة الوطن واستقراره وأمنه وسلامته ومستقبله،
وأنا لا أعتقد أن هناك خلافاً علي هذا الهدف بين جماعة الإخوان وأي فصيل وطني آخر، ولكن التجربة التاريخية المريرة للإخوان المسلمين طوال ما يقرب من قرن من الزمان لا تترك مجالاً لأي عاقل إلا لأن يتشكك في كلامهم المعسول وأهدافهم المعلنة.. بل أكثر من ذلك فإن ما شهده العالم في العقود الأخيرة من أفعال وتصرفات جعلت دين الإسلام في موضع المتهم الذي لا هم له إلا محاولة إثبات براءته وحسن نواياه وما تبع ذلك من نظرة شك وريبة في المسلمين في كل مكان كان وراءه أفراد جذبهم فكر الجماعة في مرحلة ما من حياتهم، وربما كان هذا هو السبب في أن وزير داخلية المملكة العربية السعودية قال منذ حوالي السنة في معرض حديث معه عن العمليات الإرهابية التي شهدتها المملكة في فترة ما،
أنه يعتبر حركة الإخوان المسلمين في مصر السبب الرئيسي وراء كل البلايا والمصائب في المنطقة، مع ذلك فإنني أرفض رفضاً قاطعاً ذلك الاتجاه الأحمق ـ والفاشل بلا شك ـ في التعامل مع هذه الجماعة بأسلوب الاستئصال والعنف خاصة مع اختلاط الأمور وتشابكها، وظهور لافتات في كل مكان تحمل أسماء مثل الجماعة الإسلامية والتيار الإسلامي وغيرهما والتي ترفع شعار الإخوان «الإسلام هو الحل» سواء بصريح القول أو باطنه ومع ذلك فهم ليسوا بالتأكيد أعضاء في جماعة الإخوان المسلمين، وبصراحة شديدة هل يمكن أيضاً فصل «الأزهر» بحالته الراهنة الآن،
سواء بمناهجه أو نظامه أو جل أساتذته أو ما يصدر عنه من فتاوي أحياناً عن فكر جماعة الإخوان المسلمين؟ إنني أدعو السيد رئيس الجمهورية إلي دعوة النخب السياسية والثقافية والفكرية والدينية إلي مؤتمر قومي عام لوضع النقاط علي الحروف حول جماعة الإخوان المسلمين وإظهار الأفكار والمبادئ والآراء علي حقيقتها.. ليبقي السؤال الأول الذي مازال ينتظر الإجابة الصريحة الواضحة والذي يجب أن تجيب عنه جماعة الإخوان المسلمين بدون التفاف ولا مناورات: أي دولة نريدها لمصرنا الغالية؟ الدولة المدنية أم الدولة الدينية؟
لا يكفي أن يقول الإخوان أن عملهم الوطني الإسلامي يعتمد علي نهج «الأمة الناهضة» ولا يكفي أن يقولوا إن نهجهم دعوي وطني سلمي اجتماعي يقوم علي المناصحة والمصالحة والمشاركة والتعاون بين جميع أبناء الوطن مسلمين وأقباطاً ويساريين وليبراليين،
حكاماً ومحكومين، بل يجب أن يكون إعلانهم واضحاً وقاطعاً ـ إذا أرادوا ـ أنهم ليسوا تياراً دينياً وسياسياً له أهداف محددة تبدأ بوصولهم إلي سلطة الحكم وهو ما فهمته مما جاء في نهاية بيان د. عبدالمنعم الذي طلب فيه رأي النخبة الثقافية والسياسية فيما يحدث الآن في مصر من تأزم بين الدولة والمجتمع ممثلاً ـ كما قال بالحرف الواحد ـ في أكبر تياراته الاجتماعية والسياسية قاصداً جماعة الإخوان المسلمين،
كذلك ظهر ذلك جلياً في مقال المهندس خيرت الشاطر في صحيفة «الجارديان» البريطانية حين كتب «نحن نؤمن بأن احتكار السلطة من جانب حزب واحد أو جماعة سياسية واحدة سواء كانت الحزب الوطني الديمقراطي أو جماعة الإخوان المسلمين ليس أمراً مناسباً»..
وهكذا يجب أن يكون السؤال الثاني الذي يجب أن تجيب عنه الجماعة بوضوح لا لبس فيه: هل أنتم مع فصل الدين عن السياسة أم مع استغلال المشاعر الدينية لتحقيق أهداف سياسية؟! وأخيراً.. تري هل ما إذا انتهي هذا الحوار القومي بقبول الجماعة بالدولة المدنية وبفصل الدين عن السياسة، هل سيرفض عاقل واحد عمل هذه الجماعة في النور وبطريقة علنية شرعية؟!
لا يختلف اثنان في هذا الوطن علي أن جماعة الإخوان المسلمين في مصر منذ ظهورها في مطلع القرن الماضي وحتي اليوم تمثل أحد أهم التحديات التي واجهت وتواجه الأنظمة الحاكمة بدءاً من الحقبة الملكية وحتي الحقبة الجمهورية من ناصر إلي مبارك.. ولعل الصدامات المتكررة بين الدولة والإخوان علي مدي العصور المختلفة تؤكد هذه الحقيقة،
وفي الأسابيع القليلة الماضية بدأت إرهاصات صدام جديد وعنيف بين نظام مبارك والإخوان في صورة اعتقالات بالجملة وضربات أمنية تستهدف الشركات ودور النشر وكل من يشتبه في تمويله للجماعة، وبعض قياداتها مثل المهندس النابه خيرت الشاطر، إلي الدرجة التي ظهر فيها عنوان علي صدر إحدي المجلات الأسبوعية التي أصبحت بوقاً للحكومة والحزب الوطني يقول «نهاية الإخوان المسلمين»،
امتلأت بالمقالات التي تحث الدولة علي الضرب بيد من حديد وفتح أبواب المعتقلات لتلقي الآلاف من الشباب الجهلاء والمهنيين الأكفاء الذي يخربون عقولهم بطريقة يبدو فيها أن هناك من يدفعون الأمور بطريقة إلي مجهول مخيف، وفي نفس التوقيت قرأت للسيد الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح القيادي البارز بالجماعة ما سماه «بيان ونداء» أهم ما فيه أنه يتهم ما سماه جهات معنية بتصعيد التوتر بينهم وبين الدولة، ثم اتجه بخطابه إلي السيد رئيس الجمهورية والأساتذة المفكرين والمثقفين والنخب السياسية والاجتماعية، حيث عرض عليهم نقاطاً أربعاً للنظر والتدبر، لقد ختم الدكتور عبدالمنعم بيانه ونداءه بالقول إن الإخوان لا يشاركون في الحياة العامة بكل أشكالها وأدوارها إلا لمصلحة الوطن واستقراره وأمنه وسلامته ومستقبله،
وأنا لا أعتقد أن هناك خلافاً علي هذا الهدف بين جماعة الإخوان وأي فصيل وطني آخر، ولكن التجربة التاريخية المريرة للإخوان المسلمين طوال ما يقرب من قرن من الزمان لا تترك مجالاً لأي عاقل إلا لأن يتشكك في كلامهم المعسول وأهدافهم المعلنة.. بل أكثر من ذلك فإن ما شهده العالم في العقود الأخيرة من أفعال وتصرفات جعلت دين الإسلام في موضع المتهم الذي لا هم له إلا محاولة إثبات براءته وحسن نواياه وما تبع ذلك من نظرة شك وريبة في المسلمين في كل مكان كان وراءه أفراد جذبهم فكر الجماعة في مرحلة ما من حياتهم، وربما كان هذا هو السبب في أن وزير داخلية المملكة العربية السعودية قال منذ حوالي السنة في معرض حديث معه عن العمليات الإرهابية التي شهدتها المملكة في فترة ما،
أنه يعتبر حركة الإخوان المسلمين في مصر السبب الرئيسي وراء كل البلايا والمصائب في المنطقة، مع ذلك فإنني أرفض رفضاً قاطعاً ذلك الاتجاه الأحمق ـ والفاشل بلا شك ـ في التعامل مع هذه الجماعة بأسلوب الاستئصال والعنف خاصة مع اختلاط الأمور وتشابكها، وظهور لافتات في كل مكان تحمل أسماء مثل الجماعة الإسلامية والتيار الإسلامي وغيرهما والتي ترفع شعار الإخوان «الإسلام هو الحل» سواء بصريح القول أو باطنه ومع ذلك فهم ليسوا بالتأكيد أعضاء في جماعة الإخوان المسلمين، وبصراحة شديدة هل يمكن أيضاً فصل «الأزهر» بحالته الراهنة الآن،
سواء بمناهجه أو نظامه أو جل أساتذته أو ما يصدر عنه من فتاوي أحياناً عن فكر جماعة الإخوان المسلمين؟ إنني أدعو السيد رئيس الجمهورية إلي دعوة النخب السياسية والثقافية والفكرية والدينية إلي مؤتمر قومي عام لوضع النقاط علي الحروف حول جماعة الإخوان المسلمين وإظهار الأفكار والمبادئ والآراء علي حقيقتها.. ليبقي السؤال الأول الذي مازال ينتظر الإجابة الصريحة الواضحة والذي يجب أن تجيب عنه جماعة الإخوان المسلمين بدون التفاف ولا مناورات: أي دولة نريدها لمصرنا الغالية؟ الدولة المدنية أم الدولة الدينية؟
لا يكفي أن يقول الإخوان أن عملهم الوطني الإسلامي يعتمد علي نهج «الأمة الناهضة» ولا يكفي أن يقولوا إن نهجهم دعوي وطني سلمي اجتماعي يقوم علي المناصحة والمصالحة والمشاركة والتعاون بين جميع أبناء الوطن مسلمين وأقباطاً ويساريين وليبراليين،
حكاماً ومحكومين، بل يجب أن يكون إعلانهم واضحاً وقاطعاً ـ إذا أرادوا ـ أنهم ليسوا تياراً دينياً وسياسياً له أهداف محددة تبدأ بوصولهم إلي سلطة الحكم وهو ما فهمته مما جاء في نهاية بيان د. عبدالمنعم الذي طلب فيه رأي النخبة الثقافية والسياسية فيما يحدث الآن في مصر من تأزم بين الدولة والمجتمع ممثلاً ـ كما قال بالحرف الواحد ـ في أكبر تياراته الاجتماعية والسياسية قاصداً جماعة الإخوان المسلمين،
كذلك ظهر ذلك جلياً في مقال المهندس خيرت الشاطر في صحيفة «الجارديان» البريطانية حين كتب «نحن نؤمن بأن احتكار السلطة من جانب حزب واحد أو جماعة سياسية واحدة سواء كانت الحزب الوطني الديمقراطي أو جماعة الإخوان المسلمين ليس أمراً مناسباً»..
وهكذا يجب أن يكون السؤال الثاني الذي يجب أن تجيب عنه الجماعة بوضوح لا لبس فيه: هل أنتم مع فصل الدين عن السياسة أم مع استغلال المشاعر الدينية لتحقيق أهداف سياسية؟! وأخيراً.. تري هل ما إذا انتهي هذا الحوار القومي بقبول الجماعة بالدولة المدنية وبفصل الدين عن السياسة، هل سيرفض عاقل واحد عمل هذه الجماعة في النور وبطريقة علنية شرعية؟!
No comments:
Post a Comment