جمال سلطان : بتاريخ 21 - 1 - 2007
غدا يتم الافتتاح الرسمي لمعرض القاهرة الدولي للكتاب التاسع والثلاثين ، وهو حدث ثقافي كبير بالنسبة لمصر وللمنطقة العربية ، ليس فقط كسوق للكتاب وإنما أيضا كنزهة أسرية وشبابية تختلط فيها الثقافة بالرياضة بالبحث عن التغيير أيا كان ، في معرض الكتاب هناك برنامج ثقافي تمت مراجعته ومراجعة أسماء "المثقفين" المشاركين فيه بدقة من قبل الجهات الأمنية ، بحكم أن الأمن الثقافي يمثل عصب الدولة وقوامها في العالم الثالث ، وهذه العادة ينتج عنها أحيانا أمور مضحكة من مثل غياب رموز ثقافية أو قانونية أو إعلامية كبيرة عن فعاليات المعرض في حين تجد فوق المنصات أسماء هامشية ربما تسمع عنها للمرة الأولى ، وهذا ما يسبب حرجا لنا معشر المثقفين المصريين عندما يسألنا ضيوفنا العرب ، أين فلان وفلان من الرموز الثقافية التي لا تغيب عن أي محفل ثقافي محترم في أي عاصمة عربية بينما تغيب في عاصمة وطنها وحده! ، في الحقيقة أن هذه ليست قضية هذا المقال ، وإنما قضية مقالي فنية بحتة ، فقد تذكرت حكاية الحكومة الالكترونية التي يتحدث عنها الدكتور نظيف ، والنقلات الهائلة التي أنجزها فاروق حسني في المؤسسات الثقافية المصرية ، فاستعنت بالله وبحثت في شبكة الانترنت عن موقع معرض الكتاب من أجل تحديد الخارطة الثقافية التي سأهتم بها لأموري الشخصية وبعض شؤون عملي ، فوجدت وزارة الثقافة وقد أطلت علينا بعبارة مكتوبة بخط جميل تشير إلى معرض القاهرة السابع والثلاثين ، وبعد ذلك لا يوجد أي شيئ له صلة بالمعرض الحالي ، وكل ما يمكنك الوصول إليه خاص بالمعرض الثامن والثلاثين الذي انتهى قبل عام كامل ، فلا تعرف العارضين ولا الضيوف ولا الندوات ولا أي شيئ ، ودع عنك أن يبحث الزائرون العرب والضيوف عن الخدمات المعاونة مثل أقرب الفنادق المتاحة للمعرض وطرق الوصول إليه وأفضل الطرق ووسائل المواصلات المتاحة وغير ذلك ، لا تجد شيئا على الإطلاق ، أذكر أني عندما دعيت إلى ملتقى فكري في جامعة ماينز الألمانية قبل عدة سنوات ومعه معرض كبير للكتاب وغيره من المنتجات الثقافية ، أن استطعت ومن معي أن نحدد ونحن في القاهرة كل شيئ يتعلق بالرحلة حتى الأوتيل الصغير الذي نزلنا فيه بعد ذلك وحتى تفاصيل غرفه والإكسسوارات التي تم تجهيز حمام الغرفة به ! ، وخريطة المكان والمعرض والجامعة وطرق المواصلات المتاحة هناك ، وكل ما يخطر على بالك ، بطبيعة الحال ستحاول وزارة الثقافة المصرية تعريف زوار المعرض ببرامجه هذا العام والضيوف وأسمائهم وخبراتهم وعطائهم على أن يكون ذلك في موعد أقصاه يناير 2008 ، قبيل معرض القاهرة الأربعين وعليك خير ، بدون شك المثقفون العرب والأجانب والضيوف الذين يصطدمون بهذا "التخلف" تنطبع في أذهانهم صورة كئيبة جدا ومزرية عن مصر وشعبها وحكومتها وثقافتها ومثقفيها ، كما أن هذه الانطباعات تتسرب إلى وضع مصر وصورتها في أي سباق دولي للترشيح لاستضافة أي نشاطات سواء رياضية أو ثقافية أو اقتصادية أو غيرها ، ونحن لا ننسى قصة الصفر الشهير الذي حصلت عليه مصر في ترشيحات استضافة كأس العالم ، وبصراحة الجماعة كان عندهم حق ، وما يحدث في هذه الجزئية تستطيع أن تقيس عليه الكثير من مجريات الأمور ليس في وزارة الثقافة وحدها ، بل في عموم شؤون البلد ، فلا أحد يهتم ولا أحد يخشى رقابة ولا أحد يخشى حسابا ، ومن يمكن أن يخشاه وزير الثقافة مثلا ومن في مصر كلها يستطيع أن يحاسبه ، وهو الذي ضبط متلبسا بفضيحة ثقافية كبرى فعجز برلمان البلد بكامله حتى عن أن يطلب منه الحضور لتوضيح موقفه ، بل إنه هو الذي طالب البرلمان بالاعتذار له ، ثم على طريقة قعدات "المصاطب" تم حل المشكلة في جلسة عشاء في مكتب وزير شؤون مجلس الشعب خارج البرلمان ، حكومة إلكترونية بقى !!
No comments:
Post a Comment