Tuesday, January 23, 2007

مغزى الحملة على الإخوان


ممدوح اسماعيل ـ المصريون : بتاريخ 22 - 1 - 2007
جماعة الإخوان المسلمين منذ أن تأسست فى مصر عام 1928 على يد الإمام المرشد الشهيد نحسبه كذلك ولانزكى على الله أحدا حسن البنا رحمه الله وهى فى صراع دائم مع السلطة والحكومات وقد تعرضت لظلم كبير لم يتوقف حتى الآن سواء أيام الحكم الملكى فى مصر او الفترة الناصرية وحتى ايام السادات التى شهدت انفراجا كان اخرها انقلابا من السادات على كل الإسلاميين و المعارضين فيما عرف بقرارات التحفظ التى لم يمض عليها شهر الا وقتل الرئيس السادات فى يوم العرض العسكرى فى 6 أكتوبر على يد تنظيم الجهاد وشهدت فترة الثمانينات تطورا نوعيا للإخوان فى دخولهم البرلمان ليشهد المجتمع المصرى صعودا لقوة التنظيم السياسى للإخوان وفى التسعينات أثناء حملة الدولة المصرية على تنظيم الجهاد والجماعة الإسلامية لم تترك الدولة الإخوان فتعرضوا لمحنة المحاكم العسكرية و تعرض الإخوان لموجات اعتقالات أحيانا تكون كرذاذ المطر واحيانا تكون كالسيل و ودلالة قوتها وضعفها على قدر تخوفات الحكومة من الاخوان سياسيا فى كل مرحلة ووقت 0000 وقد خاض الإخوان الانتخابات البرلمانية عدة مرات نجح البعض منهم فى دخول البرلمان ومنعوا مرات من الدخول حتى جاءت الانتخابات البرلمانية الأخيرة فى2005 الذى نجح الإخوان فيها فى الفوز ب88 مقعد ا ومنعوا من الفوز بمقاعد أخري وخاضوا فى هذه الانتخابات معارك عنيفة سالت فيها الدماء وقتل فيها البعض وكأنهم فى تورابورا لكن المحصلة ان الإخوان نجحوا رغم كل المعوقات والحرب الإعلامية فى اختراق البرلمان بهذا العدد الكبير وفرضوا أنفسهم كتنظيم وقوة سياسية لا يستهان بها خاصة فى ظل غياب كل الجماعات الإسلامية التى غيبت عن المسرح السياسى لاسباب مختلفة ومن هنا ظهر على السطح زمرة من الحاقدين الذين اعتبروا الإخوان وحشا كاسرا ينبغى محاربته وقتله وليس خصما سياسيا ولكن الغالبية من المراقبين والسياسيين اعتبروا ما حدث كاشفا لامر واقع ألا وهو قوة الإخوان فى الشارع المصرى او قوتهم كتنظيم سياسى قادر على منازلة فساد واستبداد الحزب الوطنى الحاكم فى ظل ضعف كل الأحزاب الموجودة فى الشارع المصرى صحيح انه سبق دخول الإخوان البرلمان الأخير أشكال متعددة لمظاهر قوة تنظيم الإخوان ولكن نجاحهم البرلمانى بدا وكأنه الحد الفاصل عند فئة من الحاقدين على التيار الإسلامي و الإخوان فى الحكومة حتى اعتبروه بداية الحرب الحقيقية وتعالت صيحات البعض من هؤلاء مطالبين بحل البرلمان لان الإخوان نجحوا فى اختراقه بهذا العدد 88 عضو وكأن الإخوان دخلوا بالدبابات مجلس الشعب ولم يدخلوه عبر صناديق الاقتراع فى انتخابات مفروض انها ديمقراطية00000 وعلى رغم ماهو معروف من تحفظاتى على بعض سياسة الإخوان إلا انه كانت لدى تخوفات عليهم فهم إخواني مهما كان الخلاف لان أعداء الإسلام والحرية المستبدين صوتهم عال وايديهم الملوثة تبطش بكل الإسلاميين ولاتفرق وهم لا يملون من إطلاق نفير الحرب على كل من يخالفهم خاصة إذا كان من الإسلاميين وفى خلال هذه السنة البرلمانية كان الإخوان والحكومة فى حرب خفية ،كانا في ظاهرها كانهما لاعبان على طاولة بلياردو وباطنها بطش و اعتقالات لرموز اخوانية وحرب تكتيكية إعلامية ظاهرها طعن الإخوان وباطنها طعن فى الإسلام ومحاصرة سياسية حتى وقعت واقعة ما أطلق عليه اعلاميا مليشيا الإخوان فى جامعة الأزهر وكان من الممكن ان يمر الحدث بدون اى ضجيج فهو صغير وبسيط ولكن لان الأصابع على الزناد كانت جاهزة وقد تعبت من المناورات الحربية فقد أعلن فريق أعداء الإخوان الحرب وقبض على عدد كبير من الطلبة وقيادات الإخوان واحيلوا إلى نيابة امن الدولة وتوالت الاعتقالات حتى شملت رموزا مهمة من الجماعة على رأسهم خيرت الشاطر ومحمد على بشر عضوا مكتب الإرشاد والأخ الحبيب صاحب الخلق عصام حشيش الأستاذ الدكتور بكلية الهندسة وهو للعلم كان رفيق زنزانة معى عام 1981 والعجيب ان يتم القبض على الشرفاء بتهمة غسيل الأموال فى الوقت الذى يرتع فيه المفسدون جهارا نهارا فى مصر بأموالهم القذرة والمنهوبة من أموال الشعب المصرى بلا رقيب ولاحسيب وحسبنا الله ونعم الوكيل فما أسباب هذا التصعيد الذى بلغ ذروته بتصريح غريب لرئيس الجمهورية ان الإخوان خطر على مصر 00 الأسباب أراها كالآتي أولا ان الحرب على الإسلاميين منذ 11 سبتمبر متصاعدة وان كان الإخوان حاولوا تفاديها بالإنكار على القاعدة والتمسك بالخيار السياسى السلمى الا ان قادة الحرب على الإسلام لا يريدون ذلك فقط بل يريدون التنازل عن كل الثوابت اى التنازل عن الاسلام وهو ما لم ولن يفعله الإخوان ثانيا قوة الاخوان فى مصر تنامت والحزب الوطنى فاسد وضعيف فلابد من ضرب القوى الا وهو جماعة الإخوان ليظهر الضعيف ثالثا النظام المصرى يرسل بحربه على الاخوان رسالة للأمريكان انه هو الأقوى وهوالباقى لهم خاصة وأن الضربات الامنية جاءت فى ظل زيارة رايس للمنطقة والتى بدأتها بتقوية عباس فى حربه ضد حماس فى فلسطين رابعا - التعديلات الدستورية الاخيرة وما جاء فيها من مشروع إعطاء رئيس الجمهورية سلطة حل البرلمان بدون رجوع للشعب وتحجيم الإشراف القضائى على الانتخابات وتغليب علمانية الدولة فى التعديلات الجديدة وهو اخطر ما يجرى فى الساحة الداخلية ولها تفصيلاتها سوف ارجع لها فى مقال قادم ولكن كل ذلك دشن حربا على الاخوان المسلمين على أساس انها جماعة غير مشروعة قانونا والطريف ان من بيده ظلما الشرعية القانونية ولا تأييد شعبي له يعتبر نفسه "مشروعا" ومن له تأييد شعبى هو من يحرم من الشرعية القانونية حقا عجبا فى مصر ولكن الإخوان المسلمين أعلنوا على الفور عزمهم على إنشاء حزب سياسى مدنى ذي مرجعية إسلامية سيعلن برنامجه للراى العام ولكن لن يقدموه للجنة الأحزاب لعلمهم المسبق برفضه وهنا تبقى تساؤلات: اولا هل ينجح الإخوان فى الإفلات من القبضات القانونية التى يتم تفصيلها ضد الإسلاميين ثانيا هل ستثمر الحرب على الإخوان فى تقليص عددهم فى البرلمان او منعهم ثالثا هل ينجح الاستبداد فى قمع وقهر الاخوان بعد وأد الجماعة الاسلامية والجهاد وتجميد السلفيين رابعا هل ستنجح الحرب على الإخوان فى صعود التيار الليبرالي المعادى للإسلام بآي طريقة خامسا شعارات الديمقراطية عند الحكومة المصرية مثل المهلبية سهلة الآكل والبلع خاصة مع الإسلاميين ويبقى ان ما يحدث فى مصر ليس بعيدا عما يحدث للإسلاميين فى كل مكان فى العالم ولقد وضحت الرسالة واستوعبها الأمريكان وهى ان دعم استقرار المستبدين افضل للأمريكان من حكم الإسلاميين ولايبقى غير ان أسأل الله ان يفرج كرب المأسورين جميعا من المسلمين وان يثبت الإخوان ولا يتراجعوا تحت اى ضغط فهى أيام محنة لها ما بعدها فإني استشعر أن خطر الاستبداد سيقوى فى الأيام القادمة على الإسلام والمسلمين فقط واخيرا هل تتعظ فصائل التيار الإسلامي من السلفيين والجماعات الإسلامية والإخوان ويعلموا ان الحرب على الاسلام وليست على الاخوان فقط وهل يتواصل الجميع بالتراحم مع الاعتراف بالخلافات ام يظلوا متنافرين حتى يجرفهم طغيان الاستبداد والظلم واحدا تلو الاخر
محام وكاتبelsharia5@hotmail.com

No comments: