بقلم سحر الجعارة ١٩/١/٢٠٠٧
أخيرا.. أسقط الرئيس «محمد حسني مبارك» ستائر التجاهل عن جماعة الإخوان المسلمين المحظورة. ولعلها المرة الأولي -خلال فترة حكمه - التي يهاجم فيها الرئيس تياراً معارضاً حين وصف الإخوان بأنهم «خطر علي أمن مصر»، وأن صعود تيارهم من شأنه عزل البلاد عن العالم.
ورغم أن صعود الإخوان قد تأكد منذ فوزهم بـ ٨٨ مقعدا في مجلس الشعب، فإن الرئيس اختار توقيت تصريحاته لجريدة «الأسبوع» في مناخ صاخب. مناخ تبحث فيه الجماعة عن موطئ قدم في التعديلات الدستورية، وتجمع فيه قوي المعارضة أدلة إدانة الحزب الحاكم بعد فضيحة الدم الملوث!!.
هل قرر الرئيس نقل ملف الجماعة المحظورة من «أمن الدولة» إلي «الأمن القومي»؟. أم أن خطوات الإصلاح البطيئة لم تفسح مجالا إلا للتيار الإسلامي، حتي أصبح -تقريبا- المنافس الوحيد للدولة، فلم يعد هناك مفر من الاعتراف به كلاعب أساسي، وجره من خلف لافتة «الإسلام هو الحل» إلي الملعب السياسي؟.
إذا كان توقيت تصريحات السيد الرئيس غير مفهوم فعلي الأقل كان مطلوبا. كان لابد أن تبادر القيادة السياسية وتحدد موقفها من مشروع الدولة الدينية الذي يكسب أرضية جديدة كل يوم، لكن الأهم من ذلك كان لابد أن تنتبه قيادات الحزب الحاكم لتضاريس تلك الأرضية، وأن تستشعر خطر زحف «كتائب الإخوان» علي إيقاع النشيد الرسمي الذي يبرر «الفساد»، بل ويقننه ويضع له قواعد وأصولاً من يتخطاها يسقط قرباناً للرأي العام المتحفز لنيل رأس بحجم الدكتور «هاني سرور».
الفساد هو مصدر مصداقية الخطاب الديني في الشارع، فإذا أضفنا إليه قمع الحريات وقانون الطوارئ والبطالة والغلاء يصبح الإنجاز الوحيد للحكومة هو تمهيد الأرض أمام تيار الإخوان المسلمين، وتسلم المواطن للجماعة في حالة إعياء أو هذيان!.
الغريب أن رموز الحكم كانت مشغولة بالمزايدة علي بعضها البعض برفع شعار «في حب مصر.. والصناعة الوطنية»، والمزاد الكلامي مفتوح علي الفضائيات لكل من يلقي قصيدة ركيكة في حب مصر سواء دفاعا عن «هايدلينا» أو هجوما عليها!.
وهناك من وجد المنبر مفتوحا لحديث لا ينقطع عن «حقوق الإنسان» التي لم ير منها إلا حق جماعة الإخوان المحظورة في تأسيس حزب سياسي، والهجوم علي الملاحقة الأمنية لأموال الإخوان واعتقال بعض قياداتهم.
وما بين المغالاة في التغني بحب مصر والعزف علي قيثارة الحريات تشابهت كل الأحاديث، وبرز خطاب واحد مختلف اللهجة تبدو فيه نبرة الارتباك أكثر من من نبرة ثقة، إنه حديث المرشد العام للجماعة المحظورة «مهدي عاكف»، الذي خرج عن مبدأ «التقية» وتقمص دور «الضحية» ردا علي ضرب أذرعه المالية وسحب هامش حرية الحركة بين الجماهير.
بدا واضحا أن «عاكف» يتأرجح بين دوري: «البطل» و«الضحية»، فجماعته ليست بقوة «حماس» لتحمله إلي سدة الحكم، ولم تعد أيضا تعمل تحت الأرض لترغم الدولة علي قبولها بدلا من فواتير العنف والإرهاب.
حتي النموذج الذي يتدارسه الإخوان ليس قابلا للتحقق في الشارع المصري (جبهة العمل الإسلامي في الأردن، وحركة الإصلاح في اليمن)، فالإخوان في مصر لا يمكنهم فصل الدعوة عن السياسة، فالدعوة هي طريقهم الوحيد لتجييش الشباب في كتائب (قابلة للتسليح)، وهي ورقتهم الرابحة في مختلف الانتخابات، والدعوة أيضا هي الإيصال الرسمي لكل ما يتلقونه من دعم وتمويل.
الإخوان -إذن- في مأزق، يبحثون عن مظلة حماية من المعارضة المشروعة، ويراهنون علي الشارع الذي تتحكم فيه المشاعر الدينية (قرر «عاكف» طرح مشروع حزبه علي الجمهور بدلا من لجنة الأحزاب)!.
الإخوان في مأزق، لكن ليست هناك قوي سياسية في مواجهتهم!. وهو ما يؤكد استعادتهم سريعا توازنهم وإعادة تنظيم صفوفهم وأوراقهم. وكأن تحذير الرئيس «مبارك» من صعود تيار الإخوان لم يتلقاه إلا أعضاء الجماعة أنفسهم باعتبارها دعوة للتكتل والاستعداد للمواجهة، أما الحزب الحاكم والرموز السياسية، فمشغولون بمقطع ممل من أغنية مكررة «في حب مصر»!!.
أخيرا.. أسقط الرئيس «محمد حسني مبارك» ستائر التجاهل عن جماعة الإخوان المسلمين المحظورة. ولعلها المرة الأولي -خلال فترة حكمه - التي يهاجم فيها الرئيس تياراً معارضاً حين وصف الإخوان بأنهم «خطر علي أمن مصر»، وأن صعود تيارهم من شأنه عزل البلاد عن العالم.
ورغم أن صعود الإخوان قد تأكد منذ فوزهم بـ ٨٨ مقعدا في مجلس الشعب، فإن الرئيس اختار توقيت تصريحاته لجريدة «الأسبوع» في مناخ صاخب. مناخ تبحث فيه الجماعة عن موطئ قدم في التعديلات الدستورية، وتجمع فيه قوي المعارضة أدلة إدانة الحزب الحاكم بعد فضيحة الدم الملوث!!.
هل قرر الرئيس نقل ملف الجماعة المحظورة من «أمن الدولة» إلي «الأمن القومي»؟. أم أن خطوات الإصلاح البطيئة لم تفسح مجالا إلا للتيار الإسلامي، حتي أصبح -تقريبا- المنافس الوحيد للدولة، فلم يعد هناك مفر من الاعتراف به كلاعب أساسي، وجره من خلف لافتة «الإسلام هو الحل» إلي الملعب السياسي؟.
إذا كان توقيت تصريحات السيد الرئيس غير مفهوم فعلي الأقل كان مطلوبا. كان لابد أن تبادر القيادة السياسية وتحدد موقفها من مشروع الدولة الدينية الذي يكسب أرضية جديدة كل يوم، لكن الأهم من ذلك كان لابد أن تنتبه قيادات الحزب الحاكم لتضاريس تلك الأرضية، وأن تستشعر خطر زحف «كتائب الإخوان» علي إيقاع النشيد الرسمي الذي يبرر «الفساد»، بل ويقننه ويضع له قواعد وأصولاً من يتخطاها يسقط قرباناً للرأي العام المتحفز لنيل رأس بحجم الدكتور «هاني سرور».
الفساد هو مصدر مصداقية الخطاب الديني في الشارع، فإذا أضفنا إليه قمع الحريات وقانون الطوارئ والبطالة والغلاء يصبح الإنجاز الوحيد للحكومة هو تمهيد الأرض أمام تيار الإخوان المسلمين، وتسلم المواطن للجماعة في حالة إعياء أو هذيان!.
الغريب أن رموز الحكم كانت مشغولة بالمزايدة علي بعضها البعض برفع شعار «في حب مصر.. والصناعة الوطنية»، والمزاد الكلامي مفتوح علي الفضائيات لكل من يلقي قصيدة ركيكة في حب مصر سواء دفاعا عن «هايدلينا» أو هجوما عليها!.
وهناك من وجد المنبر مفتوحا لحديث لا ينقطع عن «حقوق الإنسان» التي لم ير منها إلا حق جماعة الإخوان المحظورة في تأسيس حزب سياسي، والهجوم علي الملاحقة الأمنية لأموال الإخوان واعتقال بعض قياداتهم.
وما بين المغالاة في التغني بحب مصر والعزف علي قيثارة الحريات تشابهت كل الأحاديث، وبرز خطاب واحد مختلف اللهجة تبدو فيه نبرة الارتباك أكثر من من نبرة ثقة، إنه حديث المرشد العام للجماعة المحظورة «مهدي عاكف»، الذي خرج عن مبدأ «التقية» وتقمص دور «الضحية» ردا علي ضرب أذرعه المالية وسحب هامش حرية الحركة بين الجماهير.
بدا واضحا أن «عاكف» يتأرجح بين دوري: «البطل» و«الضحية»، فجماعته ليست بقوة «حماس» لتحمله إلي سدة الحكم، ولم تعد أيضا تعمل تحت الأرض لترغم الدولة علي قبولها بدلا من فواتير العنف والإرهاب.
حتي النموذج الذي يتدارسه الإخوان ليس قابلا للتحقق في الشارع المصري (جبهة العمل الإسلامي في الأردن، وحركة الإصلاح في اليمن)، فالإخوان في مصر لا يمكنهم فصل الدعوة عن السياسة، فالدعوة هي طريقهم الوحيد لتجييش الشباب في كتائب (قابلة للتسليح)، وهي ورقتهم الرابحة في مختلف الانتخابات، والدعوة أيضا هي الإيصال الرسمي لكل ما يتلقونه من دعم وتمويل.
الإخوان -إذن- في مأزق، يبحثون عن مظلة حماية من المعارضة المشروعة، ويراهنون علي الشارع الذي تتحكم فيه المشاعر الدينية (قرر «عاكف» طرح مشروع حزبه علي الجمهور بدلا من لجنة الأحزاب)!.
الإخوان في مأزق، لكن ليست هناك قوي سياسية في مواجهتهم!. وهو ما يؤكد استعادتهم سريعا توازنهم وإعادة تنظيم صفوفهم وأوراقهم. وكأن تحذير الرئيس «مبارك» من صعود تيار الإخوان لم يتلقاه إلا أعضاء الجماعة أنفسهم باعتبارها دعوة للتكتل والاستعداد للمواجهة، أما الحزب الحاكم والرموز السياسية، فمشغولون بمقطع ممل من أغنية مكررة «في حب مصر»!!.
No comments:
Post a Comment