Sunday, January 14, 2007

الضحك علي الدقون « ١ »


بقلم حمدى رزق ١٤/١/٢٠٠٧
من قبيل الضحك علي الدقون إعلان مهدي عاكف مرشد الجماعة «المحظورة سياسيا» أن إخوانه يعتزمون تأسيس حزب سياسي لأول مرة في تاريخ الجماعة.
ومن قبيل الضحك علي الدقون أيضا إعلان صفوت الشريف الأمين العام للحزب الوطني «المحظور جماهيريا» أن من حق الإخوان التقدم بحزب سياسي.
الشريف يراود الجماعة عن نفسها بالتقدم للجنة الأحزاب، وهو يعلم أن مصيره الرفض، لجنة لا تعرف إلا الرفض، مرة رفضت حزب «العيون السود» والجماعة تستعصم وتؤسس حزبا للاستهلاك المحلي، رافضة التقدم للجنة الرفض لأنها غير دستورية، حزب ومحزبش.
الأجداد يتلاعبون بالوطن، يضحكون علي القواعد الكادحة سياسيا، فالحقيقة المرة أن الإخوان والحزب الوطني لم يتفقا في شيء إلا في ضرورة عدم قيام حزب للإخوان .
ولإنعاش ذاكرة المرشد ولمعلومات الأمين العام أن الحزب مرفوض قطعيا داخل الجماعة، وكل من اقترب من تلك القضية الشائكة إخوانيا أصابته لعنة الحزب، خرج من الجماعة مشلوحا كما ولدته أمه.
بعد الإفراج عن المرشد الثالث عمر التلمساني التقاه الرئيس السادات وطلب منه- حلا لمعضلة الوجود الشرعي للجماعة- تأسيس حزب مدني ذي مرجعية إسلامية، ووعد السادات التلمساني بالموافقة علي الحزب الذي سيأتي رابعا لمنابر الوسط واليمين واليسار.
السادات كما يقولون وضع العصا في عجلات الحزب باشتراطه إلغاء اسم الجماعة، وكما نقل عن التلمساني قول السادات: «دع اسم الاخوان للتاريخ» واشترط ثالثا أن تخلو قائمة المؤسسين من عناصر التنظيم الخاص التي كان يعرفها السادات: «أنا عارفهم بالواحد ياشيخ عمر».
ما اعتبره التلمساني عرضا تاريخيا وأيده فيه مؤرخ الإخوان محمود عبدالحليم رفضه بالثلث الثالوث أحمد الملط « متوفي » وأحمد حسانين «مجمد» ومصطفي مشهور «متوفي»، وقال الأخير قولته المشهورة: «نحن نتعبد لله باسم الإخوان» !
الغريب أن التلمساني نقل عن السادات توقعه رفض الإخوان «كنت عارف إنكم لن تتحركوا خارج الجماعة، لأنك ياعمر سايب دقنك للتنظيم الخاص»، وانتهت العلاقة إلي غير رجعة بين السادات والتلمساني وزاد عليها السادات باعتقاله ضمن المتحفظ عليهم في العام ١٩٨١ ،وكأن لعنة الحزب أول ما أصابت، أصابت التلمساني.
بعد اغتيال السادات والإفراج عن التلمساني، ومع ظهور الثنائي مأمون الهضيبي ومحمد سليم العوا علي الساحة الإخوانية بعد عودة الأول من السعودية، وبعد حصول الثاني علي الدكتوراة من بريطانيا جلسا إلي التلمساني فطرح عليهما فكرة الحزب وشكل منهما وبرئاسة صلاح شادي «خليفة عبد الرحمن السندي في التنظيم الخاص » ما يسمي باللجنة السياسية «مثل لجنة عاكف» ما أشبه الليلة بالبارحة.
من جانبها طرحت اللجنة السياسية فكرة الحزب علي النقابيين وطلبت من عدد منهم إعداد مشاريع برامج حزبية إخوانية للدراسة، وبالفعل أنتجت تلك المجموعة - كل لحاله - علي الأقل ثلاثة برامج متكاملة تلقتها اللجنة السياسية.
الطريف أن كل مجموعة اختارت لحزبها مسمي، فكان حزب المحامي مختار نوح علي سبيل المثال يحمل اسم «العدالة» وحمل مشروعا آخر باسم «الفضيلة» قبل ظهور الحزب التركي.
وفاة التلمساني جمدت المشروع وسقطت البرامج جميعها في حجر مصطفي مشهور الذي كانت له الكلمة العليا في حياة المرشد حامد أبو النصر، وكان كلما استفسر النقابيون عن مصير البرامج قيل لهم إنها تحت الدراسة.. وحتي الآن.
«احتراس واجب: ينفي الدكتور محمد سليم العوا أنه كان عضوا في الإخوان، يقول: كنت أقدم المشورة عندما يطلبونها»!

No comments: