Monday, January 22, 2007

باخــتــصـــار !!


باختصار بقلم جيلان جبر ( المصري اليوم) ٢٢/١/٢٠٠٧
إسماعيل هنية، حسن نصرالله، مقتدي الصدر، والوجه الجديد شريف الشيخ أحمد «زعيم اتحاد المحاكم الإسلامية في الصومال»، بالإضافة طبعا لأحمدي نجاد رئيس إيران، وبشار الأسد رئيس سوريا، هؤلاء هم زعماء وشخصيات سياسية وقيادات تتحكم في المشهد السياسي من حولنا، بالإضافة إلي بعض المنظمات والتيارات المحظورة التي تنتظر أدوارها، ومنها عدد من الإخوان المسلمين، ومنهم المتطرفون سياسيا أو دينيا.
هناك من استطاع أن يثبت وجوده ويصنع شعبيته في المحافل والمنابر الشرعية، وذلك لا يعود للجودة السياسية التي يقدمها، ولكن يعود إلي ضعف التيارات المعتدلة الأخري وانعدام الأحزاب التي تحظي بقناعة وشعبية لتضاهي بها الجماعات المحظورة والشخصيات الموتورة، فمثلا هناك أحزاب تملك المال والقرار والحكومة، ولكنها تفتقد الشعبية لعدم التواصل مع المواطن البسيط، لذلك نجد القوي السياسية الشرعية هي المسؤول الأساسي لتوسيع دائرة الفشل في ظل ما تقوم به من أدوار سلبية للتعامل مع مشاكل احتياجات المواطنين والتخفيف عن أعبائهم بوعود لا تصل إلي تحقيق رغباتهم،
وبعد التدهور الكبير في السياسة الخارجية والمواقف الداخلية وجدنا الآن تحولات واضحة لاتجاه قلب التحالفات وتغيير قواعد اللعب، بداية من أمريكا وخطتها الجديدة، وجولة وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس التي تسعي بها لتأمين غطاء سني لاستراتيجيتها الحديثة في العراق بمشاركة أهل الخليج وعدد من العرب المعتدلين، فهذا التحالف في العراق يهدف إلي التخلص من مقتدي الصدر قائد جيش المهدي، ونوري المالكي رئيس الوزراء العراقي، والضغط من خلالهم علي حزب الله في لبنان وعلي حماس في فلسطين، وبدأنا نسمع الانتقادات وتراشقا بالكلمات بين رئيس الوزراء العراقي والرئيس الأمريكي جورج بوش لتطفو الشائعات علي السطح من تغييرات مطلوبة من المالكي بعد أن كانت ولايته سببا في زيادة ويلات بوش،
فخطة أمريكا القديمة هي تصعيد دور الشيعة وإحباط الدور السني، وقد كان جميع المهاجمين في ١١ سبتمبر من هذه الطائفة، وكانت إيران هنا بالمرصاد واستخدمت تحركات أمريكا لتنتقم من أعدائها من أفغانستان إلي العراق، حتي وصلت إلي الثأر من صدام، وبذلك تكون قد انتقمت من أعدائها الأمريكان أمام شعبها، كما استعرضت أجنحتها النووية لتحصل علي مكانتها الإقليمية حتي صدرت القرارات الدولية بالعقوبات، ونقلت السفن والأسلحة وحاملات الطائرات لمنطقة الخليج استعدادا لأي تحركات، فاكتشفت إيران أنه آن الأوان لتغيير الأوضاع وظهور النوايا الجديدة بداية برسالة ينقلها لاريجاني الرجل الثاني في النظام الإيراني، ويقدم إلي السعودية طلبا للتهدئة والوساطة وفتح صفحة للتسوية والتفاهم وإبداء التعاون،
ولتكملة الصورة، هناك شائعات إيرانية بوجود استياء واعتراضات داخلية، مما يؤدي لتغيير وزير الخارجية منوشهر متقي وعتاب لأحمدي نجاد في شكل إعلامي وبرلماني، إشارة لزيادة التضخم والبطالة وهبوط مؤشر سوق الأوراق المالية الإيرانية والتأخر عن إعلان الميزانية وانخفاض في الاستثمارات مع تخاذل واضح لروسيا والصين للدفاع عن إيران في العديد من المحافل الدولية، مع أنهما أقرب حلفائها، فجاءت الفرصة لكم يا عرب الآن لاحتواء إيران مقابل أن تقدم التهدئة في جميع الملفات التي تتحكم بها إن كانت حماس أو حزب الله أو في غيرهما من السودان إلي الصومال،
خصوصا أن سوريا مشغولة في البحث عن مخارج لها إما بالانتقال بين المواقف أو الانتقال في المواقع بين التشدد والتفاوض مع إسرائيل علي الجولان وإحياء عملية السلام مقابل اللعب علي أمن واستقرار المنطقة، لتؤكد أنها مازالت تملك مفتاح التهدئة مع الجيران إن كان في العراق أو لبنان، فاستقبلت أبومازن ومهدت له اللقاء مع خالد مشعل، وكثفت تشاورها مع العراق وقادة طهران، في المقابل مطلوب من الآخرين تمهيد العودة لها في الصف العربي قبل القمة العربية للعودة إلي المجتمع الدولي بعد القمة،
وإلا قد تجعل الوضع قابلا للتصعيد فالمساومة علي إطالة عمر النظام مطلوبة، والمحكمة الدولية مرفوضة حتي لو كان الثمن هو التدهور الكامل في الأوضاع، وباختصار فعلينا إدراك أن هناك الكثير من الشخصيات والأحزاب داخل وخارج النظام تحمل انتماءات غير مخلصة وولاءات متعددة والانتصار الشخصي يغلب علي المعتقدات الوطنية، كما أن البعض منهم يسعي لأن يزيل عزلته لاقتناص شرعيته حتي علي حساب أن يكون البؤس مصير كل مواطن والموت قدره الأساسي، وبالتالي وبسببهم فإن التوتر والإحباط يوزع علينا مجانا.

No comments: