Sunday, January 14, 2007

حوار الريــــس .. ف الأسبووع !!!


مبارك في حديث شامل ل 'الأسبوع':عملية إعدام صدام تمت بشماتة .. والمحاكمة لم تكن عادلة
أجري الحوار: مصطفي بكري

أكد الرئيس مبارك أن الأوضاع في العراق سوف تزداد سوءا خاصة بعد إعدام الرئيس العراقي صدام حسين بهذه الطريقة الهمجية التي أكدت صحة المعلومات التي كانت تقول: إن النية كانت مبيتة بالأساس لإعدام صدام حسين.وقال مبارك في تصريحات خاصة ل 'الأسبوع': لقد وصلت إليٌ معلومات تفيد بقرب إعدام الرئيس صدام حسين قبيل إعدامه بقليل والحقيقة أنني لم أكن أتوقع أن تقدم الحكومة العراقية علي تنفيذ هذا الحكم، ولكن مع توارد المعلومات التي أشارت إلي وجود احتمال قوي بالتنفيذ بعثت برسالة عاجلة إلي الرئيس بوش يوم الجمعة أي قبيل الإعدام بيوم واحد، وتلقاها الرئيس الأمريكي في الثانية من ظهر ذات اليوم بتوقيت واشنطن وقد حذرت في هذه الرسالة بوضوح من خطورة الإقدام علي هذه الخطوة، فأنا أعرف العراق، وأعرف أن الشعب العراقي سيكون له رد فعل عنيف قد يزيد الأوضاع سوءا، كما أن ذلك من شأنه أن يترك آثارا سيئة علي العالم العربي، بل وعلي العالم أجمع.. ولذلك قلت للرئيس بوش في رسالتي: إنه سيكون لتنفيذ حكم الإعدام تداعيات خطيرة علي المنطقة وأمنها وعلي صورة أمريكا في العالم بأسره، ولكن للأسف تم تنفيذ الحكم بهذه الطريقة التي سببت ألما شديدا للكثيرين، والغريب أنه تم تصوير الإعدام وبثه علي الفضائيات ليحدث صدمة لدي الرأي العام صبيحة عيد الأضحي وهو أمر يمثل استهانة بمشاعر العرب والمسلمين كما أن عملية الإعدام تمت بشماتة وتشفي..
ولكن سيادة الرئيس الحكومة العراقية الحالية تهدد بقطع علاقاتها مع أي دولة تبدي مشاعر الحزن أو تسمح بتلقي العزاء في الرئيس صدام!ہہ لا يستطيع أحد أن يمنع الناس من الحزن، خاصة أن الطريقة التي جري بها التنفيذ فيها قسوة شديدة وفيها إهانة غير مقبولة، وأظن أن ردود الأفعال لم تقتصر فقط علي الدول العربية أو الإسلامية فحتي في الغرب بل وداخل الولايات المتحدة هناك من استهجنوا هذه الطريقة، فهل يعني ذلك أن الحكومة العراقية ستقطع علاقاتها بالولايات المتحدة؟ہ قلتم يا سيادة الرئيس في تصريحات سابقة إن المحكمة التي حاكمت الرئيس صدام حسين لم تكن قانونية؟ہہ هذا كلام أساتذة القانون الدولي والمتخصصين، فالمحكمة انشئت تحت الاحتلال وبقرار من الاحتلال، وهذا يعني أن المحاكمة لم تكن قانونية أو عادلة.لقد قلت إن النية كانت مبيتة لإعدام صدام حسين، أنا هنا لا أناقش أفعاله، ولكن اتحدث عن المحكمة والمحاكمة.ہ يتردد أن الميليشيات الطائفية هي التي تولت عملية الإعدام؟ہہ هذا ما قرأته في مقال هام بالواشنطن بوست للصحفي المعروف جيم هوجلاند. لقد تحدث عن عملية الإعدام وقال: كيف يمكن للحكومة العراقية ان تفرض سيطرتها علي الأمن في كل العراق وهي لم تستطع التحكم في غرفة مساحتها 20 مترا؟ وكان يقصد الغرفة التي أعدم فيها صدام حسين بواسطة هذه الميليشيات التي تسلمت صدام حسين من الحكومة العراقية ونفذت فيه حكم الإعدام بهذه الطريقة الهمجية المقززة.ہ سيادة الرئيس.. لقد سبق أن حذرت من مخطط تقسيم المنطقة إلي كانتونات طائفية وعرقية، إلي أي مدي يمكن لهذا المخطط أن يجد طريقه للتنفيذ؟!ہہ ما يجري في العراق حاليا أمر يدعو للأسف، فالأوضاع تتدهور سريعا، والانقسامات تتعاظم، والعراق يعيش حاليا ما يشبه الحرب الأهلية، وكل هذا ينذر ويهدد بمخاطر التقسيم وهذا خطر علي الأمن القومي العربي وعلي الهوية العربية.. إن الذين يسعون إلي تفتيت المنطقة عليهم أن يدركوا أن مخاطر التقسيم والتفتيت سوف تنعكس بالسلب علي العالم كله، فالحروب الطائفية أو العرقية لن تترك أخضر أو يابسا وستمثل تهديدا حتي لمنابع النفط، ولذلك أعود مجددا لأحذر من هذا الخطر الذي يهدد الجميع.ہ ولكن يا سيادة الرئيس.. الدور الإيراني داخل العراق يساعد علي تنفيذ هذا المخطط، فإيران تساعد القوي الطائفية التي تسعي إلي تفتيت العراق!ہہ إيران تسعي إلي أن تكون لها ركائز في العراق والمنطقة، وأنا هنا أقول للجميع: ارفعوا أيديكم عن العراق، فالعراق قادر علي استعادة وحدته، إذا ما توقفت القوي الإقليمية والدولية عن التدخل في شئونه، أما إذا استمر الحال كذلك فالخوف أن يتحول العراق إلي دويلات مقسمة ومتصارعة.ہ لكن أمريكا لاتزال مستمرة في احتلال العراق وهي المسئولة أولا عما وصلت إليه الأوضاع من تدهور خطير؟!ہہ لقد حذرت الأمريكان من مغبة دخولهم إلي العراق، وأتذكر أنني التقيت نائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني قبل الحرب علي العراق وحذرته وقلت له ستكونون أمام مستنقع جديد، وسيقتل الكثيرون في هذه الحرب والتقيت أيضا جورج بوش الأب عندما جاءني في شرم الشيخ وقلت له نفس الكلام قبل ذلك.لقد كانت هناك خطة أمريكية خلال فترة تحرير الكويت، وعندما علمت أن هناك مخططا سينفذه شوارزكوف بالدخول إلي بغداد للقبض علي صدام حسين حذرتهم بشدة من ذلك وقلت: إن هذا من شأنه أن يفجر الأوضاع في العالم العربي، وبعد أن استمع الرئيس جورج بوش الأب إلي النصيحة والتحذير تراجع وانتهي الأمر عند هذا الحد، ولكن ما يجري حاليا من شأنه أن يقود إلي مخاطر شديدة تدفع ثمنها القوات الأمريكية والقوات الحليفة ويدفع ثمنها أيضا الشعب العراقي الشقيق بل وأكاد أقول إن المنطقة والعالم بأسره يدفعون جميعا ثمن هذه الحرب.ہ سيادة الرئيس.. ما هي الروشتة التي تقدمها للأمريكان للخروج من هذا المأزق في العراق؟!ہہ إنها روشتة صعبة للغاية ومعقدة.. لقد دخلوا في نفق مظلم، ويا ليتهم استمعوا إلي النصيحة، لقد طالبتهم كثيرا بأن يبحثوا عن حل، بعيدا عن الحرب، كما أنني نصحتهم بأن يبحثوا عن حل للقضية الفلسطينية ­ باعتبارها المدخل لكل أزمات المنطقة ­ الا ان الأوضاع تزداد تدهورا علي الساحة الفلسطينية.وأذكر هنا أن مسئولا أمريكيا كبيرا قال لأحد مسئولينا خلال زيارته للولايات المتحدة : لقد فشلنا في العراق وفشلنا في أفغانستان، لذلك تأتي رسالتنا لنشر الديمقراطية حتي ننجز شيئا أمام الرأي العام الأمريكي.والحقيقة أن المسئول المصري أبلغ المسئول الأمريكي يومها أن نشر الديمقراطية لا يمكن أن يأتي من الخارج، بل إن عملية الإصلاح تنبع من الداخل وليس من الخارج، و الإصلاح في مصر ليس وليد ضغوط من هذا الطرف أو ذاك الإصلاح في مصر تفرضه حاجة مجتمعية وليس أجندة خارجية نحن بدأنا الإصلاح في مصر منذ عام 1983، وعملية الإصلاح تتطور وتتقدم بشكل مستمر، وكان آخر هذه الإصلاحات هو التعديلات الدستورية المقدمة إلي البرلمان، وهي تعديلات لم تحدث بهذا الحجم في مصر منذ عام 1981.ہ سيادة الرئيس قبل الحديث عن الإصلاح في مصر.. أود أن أتساءل حول ما يجري علي الساحة الفلسطينية، لقد وجهتم مؤخرا نداء إلي الفصائل الفلسطينية المختلفة لوقف الاقتتال الداخلي.. كيف تري الصورة الفلسطينية الآن؟!ہہ بالفعل.. لقد وجهت نداء طالبت فيه الفلسطينيين بالوحدة ووقف الاقتتال، لأن ذلك يزيد من معاناة الشعب الفلسطيني ويقضي علي كل الآمال بإيجاد حل للقضية.لقد حذرت الفلسطينيين أكثر من مرة من الخلافات فيما بينهم وإراقة الدم الفلسطيني بأيدي فلسطينية، وقد سعت مصر كثيرا من أجل حل الخلافات بين حماس وفتح، وقد أرسلت وفدا أمنيا مصريا خاصا لمتابعة التطورات والسعي إلي حل المشاكل العالقة ومن بينها مشكلة الحكومة الفلسطينية، حيث جرت مباحثات عديدة ولكن كلما تم التوصل إلي نقاط اتفاق، فجأة تدب الخلافات من جديد وتتطور إلي اعمال مسلحة واقتتال داخلي في الشارع يسقط فيه الكثير من الأبرياء، والحقيقة أن كل من يتأمل الصورة الفلسطينية في الوقت الراهن سوف يتحسر علي حال الشعب الفلسطيني وما وصل إليه نتيجة الحصار والخلافات والاعتداءات المتكررة عليه.لذلك عندما تتحرك مصر، وتطالب بالعودة مجددا إلي المفاوضات بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي فهذا يوجب علي كافة الأطراف أن تلتزم بالخيار السلمي، والتفاوض كطريق للحل، لأن العنف لن يؤدي إلا إلي مزيد من العنف.ہ سيادة الرئيس.. ولماذا زيارة أولمرت في هذا الوقت؟ہہ اتصالات مصر بكافة الأطراف المعنية هدفها إيجاد حل للقضية والعودة إلي مائدة التفاوض، مصر دولة عربية لها دورها وأولوياتها وهي مهتمة بحل القضية الفلسطينية باعتبارها قضية مركزية للعرب جميعا، ولذلك عندما التقيت أولمرت مؤخرا في شرم الشيخ ناقشته في ضرورة التوصل إلي حل والتخلي عن سياسة العنف.ہ لكنه قبل ساعات من وصوله إلي شرم الشيخ صدرت التعليمات باقتحام رام الله بالضفة الغربية وكأنه يريد أن يبعث برسالة!ہہ لقد أعربت له خلال اللقاء وفي المؤتمر الصحفي عن استيائي من هذا الموقف، وطالبته بوقف العدوان فورا، وقلت له بصراحة إن مصر لا تقبل هذا الأسلوب ولن تقبله، وعندما شعر بغضبي من جراء هذه المواقف قال إنه لم يعلم مسبقا بهذه العملية وأنه ربما هناك من تعمد ذلك لإحراجه وافشال زيارته، فقلت له إن هذا غير مقبول.لقد طلب مني أولمرت خلال المباحثات منع الفلسطينيين من حمل أية أموال إلي الداخل، فقلت له: إن القانون المصري لا يمنع دخول الأموال ولكن بشرط الإعلان عنها، وإنني لن أخالف القانون من أجل إسرائيل أو غيرها.ہ وهل أثار معكم قضية الأسلحة التي تدخل إلي الفلسطينيين عن طريق الأنفاق كما هي عادتهم دائما؟ہہ نعم عندما عاد يكرر نفس الكلام، قلت له فلتتولوا الأمر من طرفكم، فقال لي: وهل معني ذلك أن أحتل غزة مجددا؟ فقلت له: إن معظم الأسلحة تدخل من جنوب إيلات بعيدا عن مصر، كما أن مصر سبق لها أن أحبطت العديد من محاولات تهريب الأسلحة إلي الداخل الفلسطيني.ہ ولكن هناك من يقول إن مصر منحازة إلي محمود عباس (أبومازن) علي حساب حكومة حماس؟!ہہ هذا غير صحيح، مصر ليست مع طرف ضد طرف، مصر مع الشرعية الفلسطينية، ومصر لا تريد شيئا من هذا الطرف أو ذاك، نحن نسعي ونبذل كل الجهود من أجل مصلحة الشعب الفلسطيني، وعندما قامت مصر بإجراء اتصالات من أجل إيجاد حل لقضية الجندي الإسرائيلي المختطف كان هدفنا هو إنهاء هذه الأزمة والافراج في المقابل عن عدد كبير من الأسري والمعتقلين الفلسطينيين، ولكن كلما اقترب موعد التوصل إلي حل لهذه المشكلة، فوجئنا بالتراجع، ومع ذلك فمصر تقوم بدورها وستواصل القيام بهذا الدور، فهذا هو قدر مصر ودورها.ہ وهل تطرقتم مع رئيس الوزراء الإسرائيلي إلي هذه القضية مجددا، خلال زيارته الأخيرة لشرم الشيخ؟!ہہ نعم.. كانت هذه القضية واحدة من القضايا التي جري التباحث حولها، إلا أنه لم يتم التوصل إلي خطوات عملية تنهي هذه المشكلة حتي الآن، ونحن نأمل أن تشهد الفترة القادمة نهاية لأزمة الجندي الإسرائيلي وكذلك الافراج عن المئات من الأسري الفلسطينيين.ہ سيادة الرئيس.. أين وصلت اتفاقية الكويز الآن؟ہہ عندما طرحت قضية الكويز، كانت هناك معارضات في مواجهتها، وفي البداية كانت إسرائيل ترغب في تطبيق الاتفاقية في منطقتين، وعندما حدثني شارون وقال إن العلاقات التجارية تتراجع بين مصر وإسرائيل، قلت له: الناس رافضة الكويز والآن انتم تلعبون وترفضون إقامة الكويز في سبع مناطق كما جري الاتفاق أولا، فأرسل إليى نائبه إيهود أولمرت في هذا الوقت يوم الثلاثاء، ثم عاد مرة أخري يوم الخميس ليبلغني بموافقة الحكومة الإسرائيلية علي سبع مناطق.وفي هذه المرة عندما جاء إليى إيهود أولمرت في زيارته الأخيرة إلي شرم الشيخ قلت له: إن رجال الأعمال المصريين يشكون كثيرا من نسبة 11.8 % التي تحصل عليها إسرائيل فقال لي: سنقلل النسبة علي مراحل، وتم الاتفاق علي أن تكون 10.8 % وبعد ذلك سوف تتراجع بدرجة أكبر في الفترة القادمة.ہ سيادة الرئيس.. ماذا عن المباحثات مع الرئيس الإريتري أسياسي أفورقي؟ ولماذا أعلنتم أن مصر تتفهم دواعي التدخل الإثيوبي في الصومال؟!ہہ الصومال بلد عربي ونحن معه ومع استقلاله، وقد لعبت مصر أدوارا عديدة في السابق علي صعيد توحيد الصوماليين وعقدنا لهم مباحثات في القاهرة، ومع تردي الأوضاع في الآونة الأخيرة وقع التدخل الإثيوبي بدعوة من حكومة الصومال والرئيس الصومالي عبدالله يوسف، ونحن نأمل في إنهاء هذه الأزمة وعودة الصومال مستقرا ومستقلا.إننا نسعي في الوقت الراهن إلي عقد جولة جديدة من الحوار بين الصوماليين لضمان تحقيق الاستقرار في هذا البلد العربي الذي له أهمية استراتيجية خاصة لدي مصر، وهذا المؤتمر نسعي إلي عقده خلال الفترة القادمة وبمشاركة أطراف ثلاثة هي: الاتحاد الإفريقي والإيجاد وجامعة الدول العربيةہ وهل مصر مع نشر قوة لحفظ السلام تكون بديلا عن القوات الإثيوبية؟ہہ بالقطع مصر مع أن يلعب الاتحاد الإفريقي دوره في حفظ الأمن والاستقرار داخل الصومال ولذلك نحن مع تشكيل هذه القوة، ولكن شريطة أن تضم قوات إفريقية من غير دول الجوار، وهذه القوة بلاشك سوف تحل محل القوات الإثيوبية الموجودة في الصومال حاليا.المهم في الأمر هو ضمان الاستقرار وعودة الحوار بين أبناء الشعب الصومالي بما يضمن عودة السلام والأمن والاستقرار وإنهاء عهد الحروب والمشاكل والأزمات.ہ سيادة الرئيس .. في أكثر من حديث صحفي قلتم إن مصر لن تسكت أمام امتلاك إيران وإسرائيل للسلاح النووي في المنطقة تري ماذا في أجندتكم المستقبلية؟!ہہ بالقطع لا يمكن لمصر أن تظل صامتة، تتفرج علي امتلاك بعض القوي الاقليمية للسلاح النووي، ولا يمكن للعرب أيضا أن يقبلوا العيش تحت تهديد محتمل، إذا ما استمر الحال كذلك، فلابد أن نفكر كيف نواجه هذه المخاطر التي تحيق بنا.ان من يمتلك السلاح النووي في غيبة من الآخرين هو الذي سيفرض إرادته، وسيسعي دوما إلي تحقيق مصالحه وأطماعه ولذلك لا يمكن ان اسكت علي هذا الوضع، فمسئوليتي بالأساس هي أمام شعبي، ولا يجب السماح بأن يصبح أمننا في خطر داهم، يجب ان يكون هناك حل لوقف هذا السباق النووي في المنطقة.لقد دعوت منذ سنوات طويلة إلي إخلاء المنطقة من أسلحة الدمار الشامل وفي مقدمتها السلاح النووي باعتباره خطرا داهما علي الشرق الأوسط سواء كان في يد إسرائيل أو إيران لأن ذلك يفتح الباب لسباق تسلح نووي لن تكتفي فيه مصر بموقف المراقب ولن تقف مكتوفة الأيدي.ہ هل تعتقد ان إيران وإسرائيل يمكن أن تتفقا فعلا في فترة لاحقة؟ہہ ليه لأ .. كل شيء وارد في السياسة .. المهم أن نبحث نحن عن وسيلة نحمي بها أمن بلداننا العربية، إذا ما استمر هذا الخطر .. ان الاطماع الموجهة للأمة العربية أمر يعرفه القاصي والداني ولذلك لا يجب التسليم بالأمر الواقع وانتظار الخطر.. لقد طالبت إسرائيل أكثر من مرة ومازلت أطالبها بأن تستجيب لنداءات السلام مع سوريا والفلسطينيين، خاصة ان سوريا سبق أن أبدت استعدادها للدخول في عملية سلام واسعة مع إسرائيل، ولكن بشرط أن تستجيب إسرائيل للمطالب السورية، وفي مقدمتها عودة الجولان إلي السيادة السورية أما إذا استمرت لغة التصعيد فهذا من شأنه أن يدفع بالمنطقة إلي مزيد من الأخطار.لقد أكدت الحرب في لبنان خطورتها علي أمن الجميع وهددت السكان في لبنان وإسرائيل، ولذلك كانت نداءاتي منذ البداية بضرورة وقف هذه الحرب والسعي إلي حل قضية الأسري بطريقة مختلفة، واعتقد جازما أن تداعيات هذه الحرب لاتزال مستمرة.من هنا تبقي مباحثاتنا سواء مع الاطراف العربية أو الدولية أو إسرائيل هدفها بالأساس البحث عن سلام حقيقي وجاد يضمن عودة الحقوق العربية في مقابل أمن إسرائيل أي الأرض مقابل السلام.ہ سيادة الرئيس.. يتساءل الكثيرون لماذا سوف يجري إبعاد القضاة عن الاشراف الكامل علي العملية الانتخابية في التعديلات الدستورية الجديدة؟ہہ أولا.. لا صحة لإبعاد القضاة عن الاشراف علي الانتخابات، فالقضاة وبنص التعديلات الدستورية الجديدة سيكون لهم حق الاشراف علي اللجان العامة وغيرها من اللجان، كل ما في الأمر انه سيجري تجميع عدد من اللجان في كل دائرة ليتولي الاشراف عليها قاضي، كما أن الانتخابات سوف تجري في يوم واحد، وفضلا عن كل هذا فإن الزيادة السكانية المطردة والزيادة المستمرة في قاعدة الناخبين تطرح اعتبارات عملية لابد من التعامل معها خاصة أنه يستحيل وضع قاضي علي كل صندوق أمام هذه الزيادة المستمرة، فهناك استحالة مؤكدة مستقبلا لتنفيذ ذلك خاصة أن عدد القضاة حاليا لا يزيد علي 10 آلاف قاضي.ہ لكن هناك مخاوف من تدخل الدولة عبر الموظفين الحكوميين الذين سيعهد إليهم بالاشراف علي العملية الانتخابية؟!ہہ هؤلاء أولا من الشعب مثلهم مثل القضاة، وهم سيخضعون لاشراف القضاة ولن يكونوا بعيدين عنهم، كما أن قانون العملية الانتخابية يعطي للمرشح حق تعيين مندوب علي كل صندوق، وهذا في حد ذاته أكبر ضمانة لنزاهة الانتخابات.ہ ولكن ما صحة ما يقال من أن القانون الانتخابي المزمع اصداره هدفه الحد من تمثيل بعض التيارات السياسية؟ہہ البرلمان سيكون هو صاحب الحق الأساسي في وضع القانون الجديد المناسب والذي يستهدف بالأساس ضمان تمثيل أوسع للأحزاب، وهي ذات الفلسفة التي حكمت السعي إلي تعديل المادة 67 مجددا بحيث تمنح الأحزاب السياسية حق الترشيح لمنصب رئيس الجمهورية بشروط ميسرة.ہ ولماذا لا يجري تغيير المادة 77، بحيث تنص علي ألا تزيد فترة تولي الرئيس علي مدتين متتاليتين، أليس في ذلك ضمانة لتداول السلطة وعدم الاحتكار؟!ہہ أولا كثير من دول العالم تتجه إلي اطلاق فترة الرئاسة، فأنت طالما ارتضيت بخيار الشعب فلابد أن تحترم ارادته، لنفترض أن الشعب طالب باستمرار هذا الرئيس أو ذاك لأكثر من مدتين متتاليتين فلماذا أحرمه من ذلك؟.ان فلسفة الانتخابات تعني منح الشعب الحق في القرار ولذلك اقول ان القرار يجب ان يكون بيد الشعب بالأساس.ہ ولكن من يضمن لنا نزاهة الانتخابات؟!ہہ لقد شهد الكثيرون في الداخل والخارج بنزاهة الانتخابات الرئاسية الماضية.. وهناك مندوبون لكل مرشح هم أنفسهم سيكونون أدوات للمراقبة علي نزاهة الانتخابات، كما أن الإعلام ومنظمات عديدة تتابع وتراقب الانتخابات وبامكانها الكشف عن أية تجاوزات.

ہ ولكن التسهيلات الجديدة التي ستطرأ علي المادة 67 لا تطال المستقلين، فشرط ال052 عضوا للمرشح المستقل للرئاسة لايزال يحول دون الترشيح؟!
ہہ عندما يختار الناخب في أية انتخابات ­ خاصة الانتخابات الرئاسية ­ فإنه يختار علي أساس برنامج سياسي تتبناه الأحزاب، ولذلك فان ظاهرة المرشحين المستقلين في انتخابات الرئاسة في العالم هي في تراجع ولذلك فهذه التسهيلات التي طالبت بأن تتضمنها المادة 67 للأحزاب هدفها بناء كوادر تصلح للترشيح للانتخابات الرئاسية، أما مسألة اطلاق الحق في الترشيح لكل من يريد، فمعني ذلك اننا سنكون أمام 57 مليون مرشح لانتخابات الرئاسة.وهذا يدعوني مجددا إلي الحديث عن فترة انتخابات الرئاسة فأنا عندما أجريت حوارا مع صحيفة روسية وقلت فيه انني أتمني إعادة ترشيح الرئيس بوتين لانتخابات رئاسية جديدة اعترض البعض علي ذلك، ونسوا أن 08 % من الشعب الروسي عبر في استطلاعات الرأي عن رغبته في إعادة انتخاب الرئيس بوتين بعد انتهاء فترته الانتخابية خلال العام الحالي.ان كل ما أريد قوله هنا هو أن نعطي الفرصة لقرار الشعب فهو صاحب الحق الأصيل في ذلك، ولذلك تأتي التعديلات الدستورية الجديدة لتؤكد علي هذا الحق.ہ سيادة الرئيس .. لماذا تعتقد أن الحكم الديني خطر علي مصر؟!ہہ هو خطر بكل تأكيد، فأنت هنا أمام فئات متعددة تمثل نسيج المجتمع المصري، وأنت أيضا أمام آراء مختلفة بل أكاد اقول متناقضة في رؤيتها ما بين الدولة المدنية والدولة الدينية.من هنا أقول ان تيار جماعة الاخوان المحظورة هو خطر علي أمن مصر لأنه يتبني نهجا دينيا، ولو افترضنا أن هناك صعودا لهذا التيار فسوف تتكرر في مصر تجارب أخري ليست بعيدة عنا لنظم تمثل الإسلام السياسي وما تواجهه من محاولات فرض العزلة عليها وعلي شعوبها، وكثيرون سيأخذون اموالهم ويهربون من البلاد، كما أن الاستثمارات ستتوقف والبطالة ستتزايد، بل وستعزل مصر نهائيا عن العالم.ولذلك بعد أحداث ما جري في جامعة الأزهر ساد هذه الاوساط قلق كبير، غير أن وعيهم بحقائق الموقف علي الساحة المصرية وقوة الدولة والمجتمع المدني هو الذي أعاد الهدوء والاطمئنان الي النفوس.لذلك تأتي أهمية النص في الدستور برفض اقامة الاحزاب علي اسس أو مرجعيات دينية أو استعمال شعارات دينية في الانتخابات.. ليؤكد علي موقفنا الثابت.. نحن ندعم الدولة المدنية التي يتمتع فيها الجميع بحقوق المواطنة ويكون المعيار فيها للأصلح.ہ سيادة الرئيس الناس تشكو من غلاء الأسعار وهي في تصاعد مستمر، كيف يمكن ضبط الأسعار بحيث تتوازي مع الأجور؟ہہ أولا: سكان مصر في تزايد مستمر بمعدل سنوي يصل إلي حوالي مليون و003 الف نسمة وهذا يعني باختصار ان الطلب يزيد علي البضائع والمواد الاستهلاكية، هناك مثلا 3ملايين سيارة في القاهرة، هناك زيادة في حجم البضائع المستهلكة بشكل كبير ولذلك ليس هناك آلية تصلح لضبط هذه الاسعار سوي آلية السوق أي العرض والطلب.لقد شهدت مصر قبل ذلك تجربة بيع اللحوم لمدة يومين في الأسبوع، فماذا كانت النتيجة؟ كانت عملية الذبح تتم داخل البيوت وتباع اللحوم بأسعار أغلي بكثير.ومع كل ذلك أستطيع أن أقول اننا نسعي جاهدين من أجل ضمان مستوي معيشي لائق للمواطنين، ونبذل كل الجهد من أجل زيادة الأجور وتشغيل العاطلين.إن الحكومة تقدم دعما سنويا منظورا وغير منظور يصل إلي 501 مليارات جنيه بالرغم من أن الموارد لم تزد بالقدر الكافي ومع ذلك نسعي بكل ما نملك من أجل إحداث تطور دائم ومستمر للبنية الأساسية، وفي نفس الوقت نفي بالحاجات المطلوبة في الصحة والتعليم والخدمات وغيرها.لقد كان لدينا مع بداية رئاستي للبلاد 51 الف مدرسة، الآن وصل عدد المدارس إلي نحو 24الفا تضم 18 مليون طالب وتلميذ في مرحلة ما قبل التعليم الجامعيہ هل هناك تغيير وزاري متوقع خلال الأسابيع القليلة القادمة؟ہہ لو جئت بحكومة من الملائكة، الناس سوف تسأل عن التغيير ايضا، مسألة الاختيار ليست سهلة أنا عندما اختار اختار بحيثيات معينة وأتابع بنفسي تقييم الأداء لكل وزير، وأضع المشاكل دائما نصب عيني ، وأسأل الكثيرين من حولي افرادا كانوا أو جهات حول القضايا المثارة، واتابع ما تنشره الصحف ووسائل الاعلام.البعض يسألونني.. لماذا بقيت حكومة احمد نظيف كل هذه المدة؟ وأنا أقول لهم من يعمل ويؤدي بكفاءة فهو يستحق الاستمرار، ومن لا يؤدي فهو لن يستمر، انني لا أسعي إلي التغيير لمجرد التغيير، فالتغيير لدي محكوم بفلسفة الانجاز والاستقرار فكل حكومة تأخذ فرصتها وفي النهاية تبقي المحصلة، وهذا وحده الذي يدفعني إلي اتخاذ القرار المناسب.ہ سيادة الرئيس .. بقي أن أسألك أخيرا عن تقييمك للإعلام المصري؟ہہ أشاهد وأتابع الإعلام المصري، خاصة البرامج التي تتناول مشكلات مجتمعية أو سياسية، والحقيقة انني أشعر بتطور كبير في أداء الإعلام المصري سواء من حيث الشكل أو المضمون، ولا شك ان الفترة القادمة سوف تشهد المزيد من التطور، أما عن متابعتي للصحافة فأنا سعيد بحرية الصحافة رغم وجود بعض الملاحظات حول الأداء، ولكنني أخذت علي نفسي عهدا منذ البداية أن أدافع عن حرية الصحفي في أن ينتقد ويتكلم، خاصة النقد البناء الذي يصون المجتمع ولا يمزقه ويكشف كل أوجه القصور ولكن دون تجني علي أحد، ومن هنا أسعي دوما إلي حماية الصحفي والحفاظ علي حريته رغم وجود تجاوزات وعلي المتضرر من هذه التجاوزات أن يلجأ للقضاء، وأعتقد أن الحرية التي تتمتع بها الصحافة المصرية والإعلام المصري هي محل إشادة من الجميع ولذلك أرفض دوما أية محاولات من الداخل أو الخارج للتدخل في شئون الصحافة أو الإعلام المصري.

No comments: