ممدوح اسماعيل-- المصريون : بتاريخ 13 - 1 - 2007
عرف العالم كله صورة واحدة للمشهد الفلسطيني منذ انتفاضة الأقصى المباركة فقد كان مشهد مقاومة وجهاد ضد العدو المغتصب وتناقلت كل وسائل الإعلام فى العالم صورة الصبية الصغار الأبطال وهم يقاومون العدو بصدور مفتوحة وبحجارة فى أيديهم ضد دبابات وجيش متترس بكل أنواع الأسلحة وقد كان المسلمون والعرب فى كل مكان يفتخرون بالجهاد الفلسطينى الذى جمع كل ألوان الطيف السياسى ضد العدو الصهيونى ولكن منذ ان فازت حماس بالأغلبية فى الانتخابات التشريعية التى مكنتها من تشكيل الحكومة الفلسطينية تغير شكل المشهد الفلسطيني إلى صور عديدة ومتنوعة منها خروج مظاهرات الفقر حيث تشابكت خيوط أزمة متعمدة خانقة للشعب الفلسطيني بسبب تسلم الحكومة لخزانة فارغة بسبب سرقات المفسدين وتأخر وصول المساعدات وحصار أمريكي أوربي للحكومة للضغط على قرارها السياسى وارادتهافقد كان صعود حماس للسلطة نقطة حاسمة فى تصاعد فى حدة الخلاف بين الحكومة الفلسطينية المنتخبة والرئيس الفلسطينى ومن ورائه بعض المنتفعين فى حركة فتح وهو الخلاف الذى انعكست آثاره على الفصائل العسكرية للطرفين لاثبات القدرة والسيطرة وهو مما أدى إلى حدوث اشتباكات ووقوع قتلى ومصابين بين الطرفين الفلسطينيين مما القى بظلال من القلق الشديد لنشوب حرب أهلية تخوف واحترز منها جميع الأطراف 000وهنا وقفة هامة حول الخلاف بين حماس وفتح 0فهو خلاف بداية يدور فى إطار الحرب الأمريكية على الإسلام واخرها فى الصومال فكل ماهو إسلامي يحارب سواء من الأمريكان علانية او من عملائهم فى كل مكان أما الخلاف الفلسطينى فأنني أرى أنه يرجع للآتي أولا انه خلاف بين المرجعية الإسلامية لحماس والعلمانية لفتح ثانيا انه خلاف بين تمسك حماس بالحقوق الفلسطينية ومفاوضات فتح المتساهلة حول هذه الحقوق ثالثا أرى انه خلاف سببه أن فتح ترى أنها الأقدم وأنها الأجدر بالحكم لعلاقاتها السياسية السرية والعلنية المتنوعة وان حماس ليست جديرة بالحكم وحماس ترى ان فتح او السلطة تريد ان تحافظ على مكتسبات مادية وخفية من وراء الاحتفاظ بسلطة القرار رغم رفض معظم الشعب لها وتأييده لحماس وهوحق رابعا ضغط ومؤامرات عملاء الأمريكان وأبرزهم المسمى دحلان حول تصعيد الخلاف للضغط على حماس وقهر إرادتها خامسا الضغوط الدولية التى تقودها الولايات المتحدة الأمريكية ومعها بعض الدول العربية فى الخفاء لإفشال مشروع حماس الإسلامي السياسى حيث يمثل نجاحها مشكلة للكثير من الأنظمة العربية 00000 وقد انعكس الخلاف على الأرض و اصبح الشارع الفلسطيني مضطربا من كافة الوجوه وعلى الأخص من الناحية الأمنية التى شهدت فلتانا أمنيا ملحوظا وتغير المشهد الفلسطيني من مقاومة وجهاد للعدو المحتل إلى قتال داخلي بين الفلسطينيين وهو مشهد يدمى قلب كل مسلم وعربى وكأن الفلسطينيين كتب عليهم القتل سواء بيد العدو أو بيد بعض المنتسبين للعروبة فى تل الزعتر وأيلول الأسود وصبرا وشاتيلا او بيد بعضهم البعض 00 ولقد ظهر واضحا ان محاولات العدو المحتل الإسرائيلي لقصم ظهر الفلسطينيين بالقتل والاغتيالات والمذابح دائما تبوء بالفشل لذلك لجأ إلى سلاح الخونة المتمأركين الحاقدين واستغل انتصار حماس السياسى الذى آدمي قلوب الكثير من الفتحاويين فأشعل نار الحقد فى قلوبهم ولجأ الى تقوية ضعفهم السياسى والشعبى بنفخات تاييد ودعم سياسى واقتصادي أمريكي إسرائيلي ومن ورائهم بعض العرب وكان التأييد الصهيو أمريكي مفضوح وعلانية00000وتبقى المشكلة الأخيرة المتعلقة بالقوة التنفيذية والتى أعلن أبو مازن أنها غير شرعية ولا أعرف ماهو الشرعي الذى يقوم به أبو مازن ومن معه ومع ذلك فهى محاولة واضحة لتجريد الحكومة من أي قوة كى يسهل الانقلاب عليها وحكومة حماس تعلم وتعى ذلك جيدا وإلا ماذا يضير ابو مازن ودحلان من قوة فلسطينية تدعم الأمن للفلسطينيين خاصة ان شحنات الاسلحة الامريكية تتدفق على ابو مازن من كل مكان وأخيرا مشكلة القوة التنفيذية مصطنعة ولكن ينبغى على حماس ومعها كل الشرفاء أن يحترسوا من فخ الإغراق فى الدم الفلسطيني لان كل مايحدث من حرب كلامية ونباح وحرق للمحلات وغيره من اساليب دنيئة فخ ان وقعت حماس فيه قضى عليها شعبيا حتى وان بقيت تنظيميا لأنها حركة ترفع راية الإسلام ويؤمن الشعب انها مقيدة بقيود أخلاقية وعقدية فان تخلت عنهم فى ظل نار الثأر لم تختلف عن غيرها من العلمانيين المضيعيين لكل خلق وقيمة أنا اعلم أن الأمر صعب جاء فى ظل كل تلك المؤامرات والخيانة المفضوحة للدين وللوطن ولكن هذا قدر الاسلاميين الصبر حتى النصر والنبى صلى الله عليه وسلم لم يقتل المنافقين حتى لايقال محمد يقتل اصحابه والله المستعان
محام وكاتب elsharia5@hotmail.com
No comments:
Post a Comment