عن حكامنا وأحوالنا..
اللى اختشوا ماتوا
كتب محمد أبو الغار ـ العربي الناصري ـ 20/1
سمعت بأذنى فى الإذاعة المصرية مساء الاثنين تصريحاً للرئيس مبارك بأن القرار الأخير للإدارة الأمريكية بإرسال أكثر من عشرين ألف جندى هو قرار صائب وسليم، وفى صباح الثلاثاء تصدر مانشيت الأهرام تصريح بنفس المعنى لوزير الخارجية أبو الغيط. وفى مقارنة سريعة لتصريح مبارك بالتصريحات الصادرة من الولايات المتحدة من الحزب الديمقراطى وعدد من رجال الحزب الجمهورى، نجد أن أغلبية الكونجرس الأمريكى تعارض هذا القرار وذلك بالطبع حرصاً على المصالح الأمريكية وحقناً لدماء الجنود الأمريكيين فى حرب يعتقدون أنها خاسرة. وكان هجوم الصحافة الأمريكية المؤثرة وبالتحديد النيويورك تايمز والواشنطن بوست ولوس أنجلوس بوست والكريستيان ساينس مونيتور شديداً على قرار الرئيس بوش. وكان التعجب الفرنسى والألمانى والأوروبى بصفة عامة شديداً من قرار الرئيس بوش. ولذا كان تصريح مبارك وحكومته غريباً من ناحية وصادماً من ناحية أخرى. لقد كان وجه الغرابة أن مبارك انحاز إلى تكريس الاحتلال لدولة عربية وأيد بطريقة غير مباشرة تفتيت العراق إلى ثلاث دويلات. لكن الصدمة جاءت من الجرأة فى إعلان ذلك بدون وضع أية اعتبارات داخلية أو عربية أو دولية أو حتى نفسية لمثل هذا التصريح. نعلم أن مصر دولة خاضعة بالكامل للنفوذ الأمريكى سواء فى سياستها الخارجية أو الداخلية، ونعلم أن النظام فى مصر يستمد قوته من الدعم الأمريكى وأنه لا بد أن ينصاع للأوامر، لكن الجديد فى الأمر أن الموضوع أصبح على عينك يا تاجر وأن ما يقوله الكثيرون من أن ذلك هو ثمن صفقة توريث الحكم فى مصر يبدو مقنعاً للرأى العام. وأنا أود أن أقول إن المتغطى بأمريكا عريان لأن الدول العظمى تاريخياً يمكن أن تتخلى فى لحظة عن أى حليف أو عميل أو تابع صغير. وأنا أريد أن أذكر أصحاب القرار السياسى فى مصر بما حدث لشاه إيران الذى كان الحليف الأكبر والذى كانت علاقته بالولايات المتحدة كما قال الطرفان مثل الزواج الكاثوليكى، ولكن أمريكا تخلت فى لحظة عن حبيب العمر والحليف الاستراتيجى فى الشرق الأوسط والصديق العزيز لإسرائيل وصاحب خط الدفاع الأول أمام الاتحاد السوفيتى. لم تطرف عين الرئيس الأمريكى كارتر وهو يأخذ القرار بالتخلى عن شاه إيران وحتى رفض طلب إنسانى باللجوء إلى أمريكا ولا حتى العلاج الطبى هناك. ولنتذكر أن من اتخذ ذلك القرار هو رئيس حاول فى عرف الكثيرين أن تكون قراراته أخلاقية وإنسانية قدر المستطاع مقارنة برؤساء آخرين منهم الرئيس الحالى. أنا أعلم أن كل رجال السياسة فى العالم يفكرون فى مصالحهم الشخصية ومستقبلهم السياسى عند اتخاذ القرارات المهمة ولكننى أزعم أن زعماء أوروبا وأمريكا يضعون مصلحة الوطن قبل أو مع المصلحة الشخصية. وللأسف الشديد أن منطقة الشرق الأوسط بأكملها يضع المسئولين فيها ملوكاً ورؤساء جمهوريات مصالحهم ومستقبلهم السياسى ومستقبل أولادهم وربما أحفادهم فى المقام الأول والثانى والثالث وتأتى مصلحة الوطن فى مرحلة متأخرة. وفعلاً إللى اختشوا ماتوا. أمريكا والديمقراطية مما لا شك فيه أن من أهم الأسباب فى تقدم الغرب هى الديمقراطية الراسخة فى قلب كل مواطن. وما يحيرنى فعلاً هو موقف الولايات المتحدة من الديمقراطية، فنحن نعلم أن الشعب الأمريكى قادر عن طريق صندوق الانتخاب وعن طريق ممثليه فى الكونجرس ومجلس النواب على تغيير أى نظام، ونعلم أن الصحف الأمريكية الكبرى نفوذها طاغٍ وقدراتها فائقة ولا يمكن أن ننسى أن صحفيا صغيرا فى الواشنطن بوست استطاع بنشر خبر صغير أن يعزل الرئيس الأمريكى نيكسون وهو واحد من أقوى رؤساء أمريكا فى القرن العشرين، ونعلم أيضاً أن هناك انتكاسات فى الديمقراطية الأمريكية إحداها كانت فى الخمسينيات فى عصر الوزير مكارثى الذى قام بإرهاب الشعب الأمريكى، وذلك لمنع الخطر الشيوعى على حد تصوره. ولكن الشعب الأمريكى استطاع أن ينحى مكارثى ويبعده عن السلطة. والمرة الثانية كانت بعد حادثة ضرب برجى مركز التجارة الدولى فى نيويورك وذلك بسن قانون الباتريوت آكت الذى أعطى للشرطة صلاحيات واسعة للقبض على المشتبه فيهم من الإرهابيين أو من يساعدهم، وهذا الأمر فى تقديرى عارض وطارئ وسوف يقوم الشعب الأمريكى بإصلاح قوانينه مرة أخرى بعد فترة من الزمن. وصحيح أيضاً أن أقل من واحد بالمائة من الشعب الأمريكى هم الذين يقودون الفكر والسياسة والاقتصاد ولكن فى النهاية عند حدوث أزمات مثل حرب العراق استطاع الشعب إسقاط الجمهوريين فى ظل مد يمينى عالمى. ومنذ عامين وبعد انتخاب بوش للمرة الثانية خلص تفكير اليمينيين الجدد أن الخلاص من توالد الإرهاب فى الشرق الأوسط ومناطق أخرى هو بالضغط على الدول الدكتاتورية فى الشرق الأوسط وخاصة مصر والسعودية للتغيير والانفتاح الديمقراطى وكان التصور وهذا صحيح أن الديمقراطية هى الحل الأمثل لمنع الإرهاب لأن الإرهاب يتولد من الإحباط وعدم القدرة على التعبير، وهذه الطاقات وخاصة من الشباب ممكن أن تؤدى لأفكار متطرفة ينتج عنها الإرهاب. والحبس بدون مبرر وسند قانونى هو أكبر حافز لتحويل شخص عادى إلى إرهابى يريد الانتقام. وبالطبع رضخت حكومتا مصر والسعودية جزئياً لهذا الضغط، إلا أن نجاح حماس فى انتخابات فلسطين والنكسة الأمريكية الكبرى فى العراق نتج عنها تغيير فى سياسة من المفروض أن تكون طويلة الأمد لتأتى بنتائج، وتركت الباب مفتوحاً على مصراعيه لاستبداد دول الشرق الأوسط بمواطنيها ونسوا أو تناسوا الحديث عن الديمقراطية. إنه شيء مذهل أن تكرس الدولة العظمى فى العالم مبادئ الدكتاتورية مخالفة لتقاليدها وقوانينها. إنه مستنقع السياسة القذر الذى سوف يؤدى بالمنطقة إلى الهلاك والتطرف والإرهاب وفى النهاية ربما يؤدى إلى إقامة دولة دينية تعود بنا إلى الخلف قروناً طويلة. أيها السياسيون الأمريكيون والعرب، لن ينصلح حال الشرق الأوسط ويتوقف التطرف والإرهاب إلا بالديمقراطية. أكياس نقل الدم الفاسدة هل لا بد أن تحدث كارثة جديدة كل عام فى مصر وهل لا بد أن تكون الكوارث نابعة من أعضاء الحزب الوطنى، وهل لا بد أن يكون رجال الأعمال من الحزب العظيم هم أبطال كل الفضائح والكوارث. تأتى فضيحة أكياس الدم والتى هى بين يدى النيابة الآن لتقول شيئاً واحداً إن الفساد فى مصر كلها أصبح فعلاً كما قال أحد أعمدة النظام د. زكريا عزمى وهو يصف الفساد فى الحكم المحلى بأنه للرُكب ولكن الوصف حقيقة ينطبق على مصر كلها ويتركز الفساد حول السلطة المتحالفة مع رجال الأعمال. أنا لن أدخل فى تفاصيل أكياس الدم ولكن الحقيقة الواضحة أن صاحب المصنع عضو مهم فى الحزب الوطنى وله سلطات واسعة النفوذ، حيث أصبح المسيطر والمتحكم فى اللجان المرتبطة بأعماله فى وزارة الصحة منذ فترة طويلة كما قالت الصحف. كيف يورد عضو فى مجلس الشعب منتجه إلى الوزارة بينما هو ممثل الجهة الرقابية، ويكون بذلك مخالفاً للقانون والعرف والقواعد؟ طبعاً ليس هو الوحيد الذى يقوم بذلك وإنما كل مافيا البيزنس تقوم بذلك وكل واحد منهم يتحكم بالكامل فى الوزارة التى يورد لها منتجه وسلطاتهم جميعاً واسعة وكلهم يستطيعون إبعاد وكيل وزارة أو مدير عام عن مكانه حتى تسير الأمور على ما يرام وفى بعض الأحيان يمكن أيضاً أن يطير وزير من منصبه بسبب نفوذ رجل أعمال. هل هناك فساد أكبر من ذلك؟ لقد سمعت هذا المثل من حارس المنزل أصلهم خربوها وقعدوا على تلّها. د. عصام درويش إنساناً وأستاذاً عظيماً رحل عن عالمنا إثر حادث مرور عشوائى الدكتور عصام درويش الأستاذ بكلية العلوم بجامعة القاهرة. وربما لم يسمع الكثيرون عن عصام درويش ولكن داخل كلية العلوم كان الجميع يعرفون عصام درويش الأستاذ والباحث المدقق ولكنه يعرف جيداً معنى كلمة الأستاذ والتى فهمها عصام وطبقها فى علاقاته مع الطلبة الذين كان لهم صديقاً وزميلاً وأباً، ولقد صافحت البعض منهم فى عزاء عصام واستمعت إلى أحاديث زملائه الذين سردوا حكايات كثيرة عنه منذ أن كان طالباً ثائراً فى السبعينيات وحين أصبح مدافعاً عن حقوق الطلبة، وذكروا أنه عند غزو العراق تظاهر طلبة الجامعة احتجاجاً فخاف عصام على طلبته فى كلية العلوم وقرر أن يبقى داخل الحرم الجامعى حتى المساء وبعد أن يخرج آخر طالب من الجامعة وقال لزملائه إنه قرر أن يربط نفسه بسلاسل حديدية أمام باب كلية العلوم لو حدث اعتداء من الأمن على طلبته. وأذكر جيداً حين تظاهرت جماعة 9 مارس لاستقلال الجامعة عدة مرات دفاعاً عن طالب كان الأول على دفعته باستمرار ورفض الأمن تعيينه فى وظيفة معيد لأنه حدث بينه وبين أحد الضباط احتكاك أثناء تلك المظاهرات، كان عصام حاضراً بصفة مستمرة يدافع عن تلميذه حتى تم تسلمه العمل. وعلى الجانب الشخصى عرفت عصام درويش منذ بضع سنوات فى منتدى ثقافى شهرى يقوم به مجموعة من الأصدقاء فكان دائماً مثال الإنسان الملتزم دمث الخلق والذى كان يقول رأيه الصادق العميق والبسيط أيضاً بدون تكلف ولا حذلقة ولا نفاق. لقد كان مثقفاً جميلاً وأستاذاً عظيماً وقبل كل ذلك كان إنساناً رائعاً. محافظ الجيزة شيء مذهل حدث فى محافظة الجيزة، أخبرنى مواطن بسيط أنه طلب مقابلة المحافظ بسبب مشكلة فحدد له موعد فى اليوم التالى مباشرة وعندما علمت بذلك قلت له لا يمكن أن يقابل المحافظ مواطن بسيط بدون واسطة فى اليوم التالى مباشرة، وقد ذهلت عندما اتصل بى هذا المواطن وأخبرنى أنه قابل المحافظ فعلا فى الموعد المحدد واستمع إليه، واتصل على الفور لحل المشكلة، شيء غريب ولكنه عظيم، تحية لمحافظ الجيزة د. فتحى سعد
سمعت بأذنى فى الإذاعة المصرية مساء الاثنين تصريحاً للرئيس مبارك بأن القرار الأخير للإدارة الأمريكية بإرسال أكثر من عشرين ألف جندى هو قرار صائب وسليم، وفى صباح الثلاثاء تصدر مانشيت الأهرام تصريح بنفس المعنى لوزير الخارجية أبو الغيط. وفى مقارنة سريعة لتصريح مبارك بالتصريحات الصادرة من الولايات المتحدة من الحزب الديمقراطى وعدد من رجال الحزب الجمهورى، نجد أن أغلبية الكونجرس الأمريكى تعارض هذا القرار وذلك بالطبع حرصاً على المصالح الأمريكية وحقناً لدماء الجنود الأمريكيين فى حرب يعتقدون أنها خاسرة. وكان هجوم الصحافة الأمريكية المؤثرة وبالتحديد النيويورك تايمز والواشنطن بوست ولوس أنجلوس بوست والكريستيان ساينس مونيتور شديداً على قرار الرئيس بوش. وكان التعجب الفرنسى والألمانى والأوروبى بصفة عامة شديداً من قرار الرئيس بوش. ولذا كان تصريح مبارك وحكومته غريباً من ناحية وصادماً من ناحية أخرى. لقد كان وجه الغرابة أن مبارك انحاز إلى تكريس الاحتلال لدولة عربية وأيد بطريقة غير مباشرة تفتيت العراق إلى ثلاث دويلات. لكن الصدمة جاءت من الجرأة فى إعلان ذلك بدون وضع أية اعتبارات داخلية أو عربية أو دولية أو حتى نفسية لمثل هذا التصريح. نعلم أن مصر دولة خاضعة بالكامل للنفوذ الأمريكى سواء فى سياستها الخارجية أو الداخلية، ونعلم أن النظام فى مصر يستمد قوته من الدعم الأمريكى وأنه لا بد أن ينصاع للأوامر، لكن الجديد فى الأمر أن الموضوع أصبح على عينك يا تاجر وأن ما يقوله الكثيرون من أن ذلك هو ثمن صفقة توريث الحكم فى مصر يبدو مقنعاً للرأى العام. وأنا أود أن أقول إن المتغطى بأمريكا عريان لأن الدول العظمى تاريخياً يمكن أن تتخلى فى لحظة عن أى حليف أو عميل أو تابع صغير. وأنا أريد أن أذكر أصحاب القرار السياسى فى مصر بما حدث لشاه إيران الذى كان الحليف الأكبر والذى كانت علاقته بالولايات المتحدة كما قال الطرفان مثل الزواج الكاثوليكى، ولكن أمريكا تخلت فى لحظة عن حبيب العمر والحليف الاستراتيجى فى الشرق الأوسط والصديق العزيز لإسرائيل وصاحب خط الدفاع الأول أمام الاتحاد السوفيتى. لم تطرف عين الرئيس الأمريكى كارتر وهو يأخذ القرار بالتخلى عن شاه إيران وحتى رفض طلب إنسانى باللجوء إلى أمريكا ولا حتى العلاج الطبى هناك. ولنتذكر أن من اتخذ ذلك القرار هو رئيس حاول فى عرف الكثيرين أن تكون قراراته أخلاقية وإنسانية قدر المستطاع مقارنة برؤساء آخرين منهم الرئيس الحالى. أنا أعلم أن كل رجال السياسة فى العالم يفكرون فى مصالحهم الشخصية ومستقبلهم السياسى عند اتخاذ القرارات المهمة ولكننى أزعم أن زعماء أوروبا وأمريكا يضعون مصلحة الوطن قبل أو مع المصلحة الشخصية. وللأسف الشديد أن منطقة الشرق الأوسط بأكملها يضع المسئولين فيها ملوكاً ورؤساء جمهوريات مصالحهم ومستقبلهم السياسى ومستقبل أولادهم وربما أحفادهم فى المقام الأول والثانى والثالث وتأتى مصلحة الوطن فى مرحلة متأخرة. وفعلاً إللى اختشوا ماتوا. أمريكا والديمقراطية مما لا شك فيه أن من أهم الأسباب فى تقدم الغرب هى الديمقراطية الراسخة فى قلب كل مواطن. وما يحيرنى فعلاً هو موقف الولايات المتحدة من الديمقراطية، فنحن نعلم أن الشعب الأمريكى قادر عن طريق صندوق الانتخاب وعن طريق ممثليه فى الكونجرس ومجلس النواب على تغيير أى نظام، ونعلم أن الصحف الأمريكية الكبرى نفوذها طاغٍ وقدراتها فائقة ولا يمكن أن ننسى أن صحفيا صغيرا فى الواشنطن بوست استطاع بنشر خبر صغير أن يعزل الرئيس الأمريكى نيكسون وهو واحد من أقوى رؤساء أمريكا فى القرن العشرين، ونعلم أيضاً أن هناك انتكاسات فى الديمقراطية الأمريكية إحداها كانت فى الخمسينيات فى عصر الوزير مكارثى الذى قام بإرهاب الشعب الأمريكى، وذلك لمنع الخطر الشيوعى على حد تصوره. ولكن الشعب الأمريكى استطاع أن ينحى مكارثى ويبعده عن السلطة. والمرة الثانية كانت بعد حادثة ضرب برجى مركز التجارة الدولى فى نيويورك وذلك بسن قانون الباتريوت آكت الذى أعطى للشرطة صلاحيات واسعة للقبض على المشتبه فيهم من الإرهابيين أو من يساعدهم، وهذا الأمر فى تقديرى عارض وطارئ وسوف يقوم الشعب الأمريكى بإصلاح قوانينه مرة أخرى بعد فترة من الزمن. وصحيح أيضاً أن أقل من واحد بالمائة من الشعب الأمريكى هم الذين يقودون الفكر والسياسة والاقتصاد ولكن فى النهاية عند حدوث أزمات مثل حرب العراق استطاع الشعب إسقاط الجمهوريين فى ظل مد يمينى عالمى. ومنذ عامين وبعد انتخاب بوش للمرة الثانية خلص تفكير اليمينيين الجدد أن الخلاص من توالد الإرهاب فى الشرق الأوسط ومناطق أخرى هو بالضغط على الدول الدكتاتورية فى الشرق الأوسط وخاصة مصر والسعودية للتغيير والانفتاح الديمقراطى وكان التصور وهذا صحيح أن الديمقراطية هى الحل الأمثل لمنع الإرهاب لأن الإرهاب يتولد من الإحباط وعدم القدرة على التعبير، وهذه الطاقات وخاصة من الشباب ممكن أن تؤدى لأفكار متطرفة ينتج عنها الإرهاب. والحبس بدون مبرر وسند قانونى هو أكبر حافز لتحويل شخص عادى إلى إرهابى يريد الانتقام. وبالطبع رضخت حكومتا مصر والسعودية جزئياً لهذا الضغط، إلا أن نجاح حماس فى انتخابات فلسطين والنكسة الأمريكية الكبرى فى العراق نتج عنها تغيير فى سياسة من المفروض أن تكون طويلة الأمد لتأتى بنتائج، وتركت الباب مفتوحاً على مصراعيه لاستبداد دول الشرق الأوسط بمواطنيها ونسوا أو تناسوا الحديث عن الديمقراطية. إنه شيء مذهل أن تكرس الدولة العظمى فى العالم مبادئ الدكتاتورية مخالفة لتقاليدها وقوانينها. إنه مستنقع السياسة القذر الذى سوف يؤدى بالمنطقة إلى الهلاك والتطرف والإرهاب وفى النهاية ربما يؤدى إلى إقامة دولة دينية تعود بنا إلى الخلف قروناً طويلة. أيها السياسيون الأمريكيون والعرب، لن ينصلح حال الشرق الأوسط ويتوقف التطرف والإرهاب إلا بالديمقراطية. أكياس نقل الدم الفاسدة هل لا بد أن تحدث كارثة جديدة كل عام فى مصر وهل لا بد أن تكون الكوارث نابعة من أعضاء الحزب الوطنى، وهل لا بد أن يكون رجال الأعمال من الحزب العظيم هم أبطال كل الفضائح والكوارث. تأتى فضيحة أكياس الدم والتى هى بين يدى النيابة الآن لتقول شيئاً واحداً إن الفساد فى مصر كلها أصبح فعلاً كما قال أحد أعمدة النظام د. زكريا عزمى وهو يصف الفساد فى الحكم المحلى بأنه للرُكب ولكن الوصف حقيقة ينطبق على مصر كلها ويتركز الفساد حول السلطة المتحالفة مع رجال الأعمال. أنا لن أدخل فى تفاصيل أكياس الدم ولكن الحقيقة الواضحة أن صاحب المصنع عضو مهم فى الحزب الوطنى وله سلطات واسعة النفوذ، حيث أصبح المسيطر والمتحكم فى اللجان المرتبطة بأعماله فى وزارة الصحة منذ فترة طويلة كما قالت الصحف. كيف يورد عضو فى مجلس الشعب منتجه إلى الوزارة بينما هو ممثل الجهة الرقابية، ويكون بذلك مخالفاً للقانون والعرف والقواعد؟ طبعاً ليس هو الوحيد الذى يقوم بذلك وإنما كل مافيا البيزنس تقوم بذلك وكل واحد منهم يتحكم بالكامل فى الوزارة التى يورد لها منتجه وسلطاتهم جميعاً واسعة وكلهم يستطيعون إبعاد وكيل وزارة أو مدير عام عن مكانه حتى تسير الأمور على ما يرام وفى بعض الأحيان يمكن أيضاً أن يطير وزير من منصبه بسبب نفوذ رجل أعمال. هل هناك فساد أكبر من ذلك؟ لقد سمعت هذا المثل من حارس المنزل أصلهم خربوها وقعدوا على تلّها. د. عصام درويش إنساناً وأستاذاً عظيماً رحل عن عالمنا إثر حادث مرور عشوائى الدكتور عصام درويش الأستاذ بكلية العلوم بجامعة القاهرة. وربما لم يسمع الكثيرون عن عصام درويش ولكن داخل كلية العلوم كان الجميع يعرفون عصام درويش الأستاذ والباحث المدقق ولكنه يعرف جيداً معنى كلمة الأستاذ والتى فهمها عصام وطبقها فى علاقاته مع الطلبة الذين كان لهم صديقاً وزميلاً وأباً، ولقد صافحت البعض منهم فى عزاء عصام واستمعت إلى أحاديث زملائه الذين سردوا حكايات كثيرة عنه منذ أن كان طالباً ثائراً فى السبعينيات وحين أصبح مدافعاً عن حقوق الطلبة، وذكروا أنه عند غزو العراق تظاهر طلبة الجامعة احتجاجاً فخاف عصام على طلبته فى كلية العلوم وقرر أن يبقى داخل الحرم الجامعى حتى المساء وبعد أن يخرج آخر طالب من الجامعة وقال لزملائه إنه قرر أن يربط نفسه بسلاسل حديدية أمام باب كلية العلوم لو حدث اعتداء من الأمن على طلبته. وأذكر جيداً حين تظاهرت جماعة 9 مارس لاستقلال الجامعة عدة مرات دفاعاً عن طالب كان الأول على دفعته باستمرار ورفض الأمن تعيينه فى وظيفة معيد لأنه حدث بينه وبين أحد الضباط احتكاك أثناء تلك المظاهرات، كان عصام حاضراً بصفة مستمرة يدافع عن تلميذه حتى تم تسلمه العمل. وعلى الجانب الشخصى عرفت عصام درويش منذ بضع سنوات فى منتدى ثقافى شهرى يقوم به مجموعة من الأصدقاء فكان دائماً مثال الإنسان الملتزم دمث الخلق والذى كان يقول رأيه الصادق العميق والبسيط أيضاً بدون تكلف ولا حذلقة ولا نفاق. لقد كان مثقفاً جميلاً وأستاذاً عظيماً وقبل كل ذلك كان إنساناً رائعاً. محافظ الجيزة شيء مذهل حدث فى محافظة الجيزة، أخبرنى مواطن بسيط أنه طلب مقابلة المحافظ بسبب مشكلة فحدد له موعد فى اليوم التالى مباشرة وعندما علمت بذلك قلت له لا يمكن أن يقابل المحافظ مواطن بسيط بدون واسطة فى اليوم التالى مباشرة، وقد ذهلت عندما اتصل بى هذا المواطن وأخبرنى أنه قابل المحافظ فعلا فى الموعد المحدد واستمع إليه، واتصل على الفور لحل المشكلة، شيء غريب ولكنه عظيم، تحية لمحافظ الجيزة د. فتحى سعد
No comments:
Post a Comment