Saturday, January 13, 2007

محاكمة بوش وبلير !

محاكمة بوش وبلير !

جمال سلطان
كنت أستغرب كلام رئيس الوزراء الماليزي السابق الدكتور محاضر محمد ، ومطالبته بمحاكمة كل من الرئيس الأمريكي جورج بوش ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير ، بوصفهما مجرمي حرب ، بل وتصعيد مطالبته مؤخرا بأنهما يستحقان المحاكمة والإعدام أيضا لارتكابهما جرائم ضد الإنسانية ، كانت هذه الدعوات تصدر عادة من التيارات السياسية الشعبية الغاضبة من السياسات الأمريكية الخرقاء والغطرسة التي تتسم بها ، ولكن صدور هذه الدعوة من شخصية سياسية رسمية وقائد آسيوي كبير وصانع نهضة مثل محاضر محمد تعني أن الأمر جد لا هزل فيه ولا مبالغة ، والحقيقة أن توالي الأحداث في السنوات الأخيرة تقطع بالفعل بأن هناك جرائم حرب حقيقية ارتكبها هذان الحليفان ، بل إن هناك جرائم تتم باستخفاف لا يصدق ضد الشعوب المسالمة في غير مكان من أرض المسلمين تحديدا ، هذا الأسبوع قامت القوات الأمريكية بقصف بعض البدو الصوماليين الرحل في جنوب البلاد فقتلت حوالي مائة شخص بريء كان في طريقه إلى رعي بعض ماشيته التي تبقت من محرقة التصحر والجفاف ، وأعلن جهابذة البنتاجون بأن الطائرات الأمريكية قصفت معسكرا لتنظيم القاعدة في الصومال وأن فلان وفلان من قيادات القاعدة في أفريقيا قتلوا في الهجوم وأن الشخص الذي خطط لعملية تفجير السفارة الأمريكية في كينيا تمت تصفيته في الهجوم ، ثم اكتشف العالم بعد ذلك أن هذه كلها أكاذيب قصد منها البنتاجون التغطية على الجريمة البشعة التي ارتكبوها بكل استهتار ضد بدو رحل بائسين لا يعرفون قاعدة ولا قمة ، كما اضطروا إلى الاعتراف بأن أحدا ممن يسمونهم قادة تنظيم القاعدة في الصومال لم يقتل وأن الشخص المتهم الرئيس في تفجير السفارة الأمريكية في كينشاسا لم يقتل ، إذن من قتل يا أيها المجرمون ؟ منظمة أوكسفام الخيرية الناشطة في المنطقة ، وهي بالمناسبة منظمة قريبة من دوائر تنصير غربية مهمة ، أكدت على أن القتلى كانوا بالفعل بدوا رحل وأن المنطقة المستهدفة لم يكن فيها أي قواعد عسكرية ولا أي تنظيمات ، نفس هذه الجريمة النكراء ارتكبت في أفغانستان الأسبوع الماضي عندما قصفت الطائرات الأمريكية والبريطانية بعض البسطاء في جنوب البلاد فقتلوا أكثر من مائة وخمسين مدنيا أفغانيا بريئا ، ومرة أخرى زعم الأفاكون أن الطائرات قصفت معسكرا لتنظيم القاعدة وطالبان فقتلت المائة وخمسين وأصابت الكثيرين غيرهم ، ثم اكتشف العالم بعد ذلك أن القتلى هم مواطنون بسطاء لا شأن لهم بأي عمل سياسي ولا عسكري ، ويلاحظ أن هذه الجرائم تكررت بصورة أصبحت رتيبة في العراق وباكستان وأفغانستان والصومال وغيرها ، وإذا كان الأمريكان وعملاؤهم في العراق حاكموا الرئيس العراقي السابق صدام حسين بتهمة قتل أكثر من مائة مواطن في قرية الدجيل في أعقاب محاولة اغتيال تمت ضده في القرية ، وحكمت المحكمة "المسخرة" على صدام بالإعدام بسبب هذه الواقعة ، أفلا يكون شخص مثل جورج بوش وتوني بلير أحق بالمحاكمة على الجرائم التي ارتكبوها ضد الإنسانية من صدام ، وألا يستحق هؤلاء القتلة حكما قضائيا أيضا رادعا على قتلهم آلاف البشر من المدنيين البؤساء في غير مكان من بلاد المسلمين بدم بارد وبدون أي ذنب جنوه ولا جريمة ارتكبوها ، كل التحية للرمز الماليزي الكبير الدكتور محاضر محمد ، ورحمة الله وعفوه على الضحايا الأبرياء في كل مكان ، وعدلك يا جبار السموات والأرضين ضد القتلة وصناع الخراب والدمار في أرض المسلمين .
gamal@almesryoon.com

No comments: