منتصر الزيات * : بتاريخ 14 - 1 - 2007
عاد الاخوان ليشغلوا الشارع مرة أخرى بأحوالهم وتتصدر أخبار تحركاتهم صفحات الاخبار وأحاديث المنتديات , وهم على هذه الحال منذ عقود خلت ؛ يشغلون الدنيا من حولهم ويتمكنون من فرض وجودهم على أرض الواقع دون أن يعترف لهم النظام بنصيب فى المشروعية , وتبقى " المحظورة " هى أكبر تنظيم سياسى واقعى تفرض من أجله التعديلات وتسن من أجله القوانين لا أستطيع مهما استبد حنقى على الاخوان أو غضبى من بعض تصرفاتهم إلا أن أعود لأقر لهم بقدرتهم على تحمل كل " نوات " الأمواج المتلاطمة التى تهدد أجيالهم المتحركة وتترصد خطى أقدام شيوخهم الحريصة , لا أستطيع أن أخفى قدرتهم على المناورة والتحركات الواعية , وفى كل الاحوال لا يستطيع مثلى أن ينكر ثباتهم على مبادئهم وصبرهم على كل محاولات الاقصاء التى تكلف قبلهم من مستويات مختلفة عبر أجيال مختلفة أيضا من الحكام غير أن ثمة خطأ استراتيجى اعترى سلوك بعض دوائر تنظيمية لديهم تمثل فى العرض الرياضى الذى استقبلته مختلف القوى السياسية المصرية بالقلق صب فى اتجاه رياح الحكومة المصرية ضدهم وأعاد مخاوف قد تكون وهمية لدى أخرين اهتبلوا الحدث ليعبروا عن مطالبهم أو مطامعهم فى الفوز " بكوتا " تشريعية أو تنفيذية . ولا شك أن ما جرى فى الأزهر وكون ذلك بعد تصريحات سابقة للأستاذ محمد مهدى عاكف أثناء الغزو الصهيونى للبنان بقدرة الاخوان على إمداد المقاومة اللبنانية بعشرة آلاف مقاتل !! قد أعطى الفرصة لدوائر فى السلطة تغذية مشاعر القلق لدى قطاعات سياسية وشعبية ضد الاخوان باكتساب تصريحات التضامن التى قد تتضمن قدرا كبيرا من النصرة العاطفية للمقاومة نوعا من المصداقية تبدت فى استعراضات شبه عسكرية قام بها شباب الاخوان فى وضح النهار بجامعة الأزهر وبينما يستعد الاخوان لمناقشة التعديلات الدستورية التى نادى بها رئيس الدولة لما قد يرون فيه مساسا بهامش مناوراتهم أو تحركاتهم العلنية ووجودهم البرلمانى جاءت تصريحات مبارك تنذر بخطر مستطير قد يعطل قدراتهم لفترة يستطيع الحزب الحاكم خلالها توفيق أوضاع استراتيجية بالنسبة له وهو يحسم بشكل يصدر عنه لأول مرة بهذه الألفاظ التى تتحدث عن كون تيار الاخوان خطرا على الأمن القومى , وقد حاول الاخوان استيعاب تصريحات الرئيس ضدهم بإعلان مفاجئ عن عزمهم تكوين حزب سياسى يمثل رافدا من روافدهم , لم تكن ردود الفعل تجاهه تقل عن التى ثارت بمناسبة تصريحات المرشد أو تدريبات الازهر , الأمر الذى يشكل ازدواجية غريبة لدى السلطة وتيارات أخرى ترفض " محظورية " الاخوان وتشكيلهم حزب سياسى فى آن !! ولسان حال الاخوان يقول " نفتح الشباك وإلا .. " لكن فى كل الاحوال سيبقى الاخوان فى خطوات واثقة فى اتجاه تحقيق أهدافهم وتطوير منهجهم وتكثيف أجيالهم بينما يغيب دائما من حاولوا تغييب الاخوان .
No comments:
Post a Comment