Sunday, January 07, 2007

حسن نصرالله رجل القرن الـ٢١


بقلم د. أميرة أبوالفتوح
أجمعت عدة مراكز لاستطلاعات الرأي علي اختيار السيد حسن نصرالله شخصية عام ٢٠٠٦ وأنا بدوري أذهب لما هو أبعد من ذلك وأعتبره رجل القرن الـ٢١ كله بامتياز، فهذا الرجل أيقظ الأمة العربية من سباتها الطويل وأعاد الروح في جسدها العليل الذي أصابه الوهن والعجز فخرج من صلبها ليقف ويتصدي للذين أوصلوها لتلك الحالة وأرادوا القضاء عليها نهائياً فظهر هذا البطل ليقضي علي مشروعهم الجهنمي هذا، ولينقلب السحر علي الساحر، هذا الزعيم لن نعرف دوره الحقيقي ولن نقدر قيمته الحقيقية في استنهاض الأمة العربية إلا بعد سنين.
لقد خدرونا طيلة الثلاثين عاماً الماضية وأدخلونا في معاهدات قيل إنها معاهدات سلام وأدخلونا في تيه السلام الوهمي حتي نلقي السلاح ووقعت القيادات العربية في الفخ المنصوب للأمة ربما من غير قصد أو عن قصد حماية لعروشهم وأصبحوا لعبة في يد الأمريكان تستعملها حينما تشاء أو ترميها حينما تشاء أيضاً، ولم يكن مستغرباً أن يخرج علي اختيار السيد حسن نصر الله شخصية عام ٢٠٠٦ لأنه استطاع أن يقسم اللبنانيين إلي فريقين، فهذا الكاتب أنكر عليه النصر في حرب تموز في معرض مقاله هذا ونسب انسحاب إسرائيل إلي الجهود الدولية!! يا راجل اتق الله!
وإذا كانت الجهود الدولية تحقق الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي التي احتلتها فلماذا أخفقت في تحقيقه في فلسطين والجولان ولماذا لم تحققه أيضاً في مزارع شبعا؟! الجهود الدولية أو ما يسمي بالمجتمع الدولي لا يحترم إلا القوي ولولا صمود المقاومين الأبطال ثلاثة وثلاثين يوماً أمام العدوان الإسرائيلي المتوحش وإلحاق خسائر فادحة بجيشه لم يعتد عليها طيلة حروبه السابقة مع العرب، ولولا أنهم حطموا أسطورة الجيش الذي لا يقهر، ولولا أن الشعب الإسرائيلي عاش ويلات الحرب ولجأ إلي المخابئ لأول مرة في تاريخه،
لما توقفت الحرب ولما نجحت الجهود الدولية كما تسميها إلي الانسحاب الإسرائيلي والذي لم يكن أكثر من بضعة أمتار في منطقتين فقط وأنا أقول لو كان ظهر المقاومة قوياً، بمعني لو كانت حكومة لبنان قوية مساندة للمقاومة وليست حكومة ضعيفة وحاقدة علي المقاومة تريد استئصالها ونزع سلاحها لما احتجنا للجهود الدولية هذه، لأن الفلول التي تسللت إلي تلك المناطق كانت ستفر هاربة كالفئران، كما فعلت عام ٢٠٠٠ إبان حكومة سليم الحص.
نفس تلك الثقافة، ثقافة الهزيمة والخنوع والذل والاستسلام الراسخة في عقول هذا الكاتب وأمثاله، ونفس تلك الروح الانهزامية المتأصلة في نفوسهم ويحاولون نشرها بين جماهير الأمة العربية، ولكن هيهات أن ينجحوا في ذلك لأننا أبناء ثقافة العزة والكرامة لا نستسلم، شعارنا النصر أو الشهادة إحدي الحسنيين، ولا نعرف الطريق الثالث أو الطريق المعوج الآخر الذي تتخلله الشياطين علي امتداد طوله وعرضه!! ذلك الطريق الذي تروج له أمريكا والقوي الصهيونية من خلفها أو من أمامها لم يعد يهمنا كثيراً،
بعدما انصهروا في بوتقة واحدة وأصبحوا كيانا واحداً يناصب الأمة العربية والإسلامية العداء، أعود فأقول إن هذا الكاتب وأمثاله قد ينجح لخداع ثلة من الناس واستقطابهم إلي أفكاره المسمومة والمغلفة بالأحلام الوردية بعض الوقت وفي غفلة من الزمن، ومن هنا جاء قوله بأن السيد حسن نصرالله قسم لبنان إلي فريقين،
نعم فالسيد حسن أعاد فرز الأمة من جديد وليس لبنان فقط فإما أن تكون مواطناً حراً أبياً ذا عزة وكرامة أو أن تكون ذليلاً محسوراً، مكسوراً ولك أن تختار إلي أي الفئتين يكون مكانك، ونحن علي يقين من أن معظم الأمة ستختار الفئة الأولي، أما الفئة الثانية فلن ينضم إليها إلا من كان عبيطاً أو عميلاً!!.
لقد نجح السيد حسن نصرالله سيد هذه الأمة بلا منازع أن يستنهض الأمة وأن ينفض عنها غبار اليأس والإحباط ويعيد لها ذاكرتها المليئة بالبطولات والأمجاد بعد أن غيبوها في الهزائم والفتن، وجعلوها أمة بلا ذاكرة حتي تكون لقمة سائغة في أفواههم الشرهة ولذلك أصبح بالنسبة لهم الكابوس الذي أيقظهم من أحلامهم الوردية والتي لم يكتمل تحقيقها بعد في المنطقة،
فلابد لهم من القضاء علي هذا الرجل الذي لم يتمكنوا من الوصول إليه أثناء الحرب رغم تحديد مكانه من قبل عملائهم فلتكن المحكمة الدولية هي الحل وإثارة النزاعات المذهبية الطائفية بين العامة هي المخرج من أزمتهم ولديهم عملاؤهم في المنطقة من ساسة وإعلاميين ورجال دين وليساعدوهم علي تحقيق ذلك، ولكن السيد حسن نصرالله كما عهدناه دائماً حريص علي وحدة الأمة وتماسكها فأعلنها صراحة
إن الفتنة الطائفية والاقتتال الداخلي خط أحمر حتي لو قتلوا منهم ألف شاب كـ«أحمد محمود» الذين قتلوه كأول وقود لاشعال نار الفتنة واستطاع أن يخمدها وهي في مهدها، وفشل مشروعهم هذا في لبنان ولم يستطيعوا أن يحولوه إلي عراق ثان.

No comments: